الشرعية تصعِّد في توقيت مريب.. مستشار هادي: الرئيس طلب من السعوديين المغادرة هم والإمارات

السياسية - Wednesday 18 September 2019 الساعة 06:13 pm
المخا، نيوزيمن، أمجد قرشي:

يسأل مراقبون عن السر في التوقيت المريب للتصعيد الذي تمضي فيه أجنحة وتكتلات داخل الشرعية ومن الرياض في وجه السعوديين والتحالف، بينما المنطقة والعالم منشغلون بتداعيات الهجمات الإيرانية غير المسبوقة على منشآت النفط الأكبر في السعودية والعالم.

يبدو أن التصعيد من قبل الشرعية وحكومتها خلال الأسابيع الأخيرة ضد الإمارات في طريقه لانعطافة تشمل السعودية مباشرة.

وقد ظهرت وتزايدت علامات ومقدمات لهذا السيناريو وهي تتكرس من داخل الحكومة والسلطات الشرعية نفسها المتواجدة في الرياض.

وتعالت أصوات رسمية بأخذ مسار التصعيد الشامل مع التحالف ككل إذا اقتضى الأمر بما فيه السعودية.

وباتت هذه الموجة التصعيدية تنوب عن القوى المتهمة بالهيمنة والاستئثار بالسلطة والقرارات والرافضة لمباشرة حوار جاد على طاولة إصلاح الشرعية وتوسيع المشاركة في القرار والسلطة.

ومن اللافت أن يتزامن التصعيد والتلويح بخطوات وخيارات ضاغطة على القيادة السعودية، بينما تواجه المملكة واحدة من أسوأ وأخطر الأزمات والهجمات التي استهدفت بنيتها النفطية ومنشآت ومعامل أرامكو في بقيق وخريص.

في هذه الأجواء الملبدة تعمل قيادات وشخصيات رسمية في الشرعية على تصعيد اللغة واللهجة ضد التحالف بقيادة السعودية.

> الشرعية وإهلاك المواقف.. بيان عُقال الحارات الثلاثي في حضرة حكام الفندق الأربعة

حتى إن مستشار هادي نائب رئيس البرلمان، ونائب رئيس الوزراء السابق، نقل على لسان الرئيس، مؤخراً، طلبه من السعوديين والإماراتيين معاً المغادرة (..). يقصد من اليمن، في وقت يتواجد هؤلاء جميعهم في الرياض!

وكاشفاً عن اتجاه داخل الحكومة لتغليب الخيار العسكري مجدداً والصدام مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في وقت يفترض أن حوار جدة يمضي في تفكيك المشكل وخفض التوتر.

وبينما كان أحد ثلاثة مسئولين حكوميين في الشرعية وقعوا بياناً انفرادياً بأسمائهم يوم الاثنين بمضامين تصعيدية عالية ضد التحالف والإمارات، إلى جوار وزيري الداخلية والنقل، اتهم عبدالعزيز جباري، مستشار هادي، السعودية صراحة بممارسة ضغوط على الحكومة بعدم الإعلان صراحة بضرورة خروج دولة الإمارات.

وهذا ، بحسب جباري، "هو الأمر الذي دفعنا لإصدار البيان الأخير".

جباري رفض تماماً أن يكون هناك أي حوار مع الانتقالي الجنوبي في جدة، مؤكداً أن هذا هو موقف الرئيس شخصياً والحكومة.

وقال إن ساعات تفصل القوات عن عدن ومسافة 50 كم فقط، وأنه لن يمنعها أحد، ولن تكون هناك أي مشكلة. فقط يجب أن تغادر الإمارات.

المستشار الرئاسي وهو انتخب مؤخراً بالتوافق نائباً لرئيس البرلمان، والذي كان يرد على أسئلة وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، يوم الاثنين، قال "لا توجد انشقاقات أو خلافات داخل الحكومة".

وأضاف، "وقد التقى الرئيس هادي قبل ساعات بالأمير السعودي خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي، وتحدث معه صراحة بضرورة إخراج الإمارات من اليمن، وإن لم تستطع السعودية إخراج الإمارات من اليمن فعليهم المغادرة هم والإمارات".

ويتحفظ كثيراً مراقبون وسياسيون على توقيت التصعيد والخطاب النزق من هذا النوع في وجه السعوديين، بينما المنطقة والعالم منشغلون بتداعيات ومآلات الاعتداءات غير المسبوقة على منشآت ومعامل النفط الأكبر في العالم بالسعودية.

وبينما تتبنى مليشيات الحوثي الهجمات المتهمة بها إيران بالمقام الأول وتمارس الضغط العسكري والهجمات في أكثر من جبهة وجهة، تضغط الشرعية في هذا التوقيت على المملكة في ملفات جانبية وقضايا استنزافية أخرى.

"الأمر الذي يفهم منه الابتزاز واستثمار اللحظات الحرجة لأهداف سياسية لا تفترق كثيراً فيها الشرعية عن الحوثيين في النتيجة نفسها"، بحسب معلق سياسي.

وقال جباري، إنه في الوقت "الذي كان مؤملاً أن تأتي هذه الدول الشقيقة من أجل مساعدة الشعب اليمني، فأصبحت تشكل عبءاً ومصدر خطر".

وزاد بالقول، إنه سيكون "من حق الرئيس والحكومة أن يقرروا ما يريدون والوسائل التي يمكنهم استخدامها".