تتوالى خسائر المليشيات الحوثية منذ إعلان القوات اليمنية المشتركة بكل مكوناتها في الساحل الغربي بدء تنفيذ عملية عسكرية لتطهير عدد من المديريات والقرى والمناطق في الحديدة بعيدا عن القيود التي فرضها اتفاق السويد، والتقدم عسكريا باتجاه محافظات أخرى بعد سيطرة القوات المشتركة على أجزاء واسعة من مديرية مقبنة في تعز، ومفرق العدين باتجاه محافظة إب والذي طالما استخدمته المليشيات في جلب الحشود والتعزيزات لاستهداف مديريات الساحل والتنكيل بأبناء الحديدة.
ومما يلفت النظر للتقدمات التي تحرزها القوات المشتركة، سيطرتها على عدد من المرتفعات الجبلية، لتؤكد للجميع أن الحوثي ضعيف سواء في مواجهات السهل أو في تمركزات الجبال، وأن لا شيء يقف أمام اليمني إذا ما ترك له المجال لتحرير وطنه، بعيدا عن الضغوطات والحسابات السياسية والحزبية، وأن همة اليمنيين لا تعرف المستحيل وعندما تنهض لا تقعد إلا وقد حققت ما خُطط له، وقد قال الحجاج بن يوسف الثقفي لأخوه عندما ولاه إمارة اليمن عن أهل اليمن: "لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتقِ غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم".
ولعل هذا ما غاب عن ذهن الحوثيين ومموليهم وصاروا يشعرون أن لا شيء بإمكانه سحق هالتهم، إلا أن الواقع أثبت أن الحوثي مجرد بالونة منفوخة بالكبرياء والعمالة والإرهاب، وأنه مهما كانت الخسائر المقدمة في سبيل تفجير وسحق هذه البالونة حتما ستكون أقل بكثير من بقائها.
التهاوي الكبير في صفوف المليشيات، وفرار مقاتليها من أمام السيل الجمهوري الهادر يؤكد وهن الجماعة، وضعف حجتها وبطلان مشروعها ومشروعيتها، وعرف الناس، وهم يعرفون أصلا، مدى فاشية وإجرام الحوثي، ورأوا كيف حول المساجد في حيس إلى مزابل، والمدارس إلى ثكنات عسكرية تتكدس فيها الألغام والعبوات الناسفة بدلاً من الكتب والمراجع العلمية، وهكذا يفعل الحوثي في كل منطقة يسيطر عليها، محولا النور إلى ظلام، والحياة إلى موت، والعلم إلى جهل، والدين إلى سياسة وخرافة، ولهذا سارع الحوثي لقطع خدمات الإنترنت والهاتف الثابت عن جنوب الحديدة، كي لا ينشر الناس المزيد من فظائعه، ولكي لا يصل للمجتمع مشاهد فرار عصاباته، وانهيارهم، حتى يتسنى له حشد المزيد من المغرر بهم وإرسالهم إلى معركة الخسران المبين.
وهنا أقول دون مبالغة، لا أحد بمقدوره إدخال الفرح ونشوة السعادة وترقب الأمل في قلب الشعب، خصوصا في صنعاء، كما تفعل القوات المشتركة، كما لا أحد يدخل الخوف والارتباك لصفوف الحوثيين، كما يفعله أبطال الساحل والجبل، وإذا أردت التأكد فانظر إلى نعيق القيادات الحوثية، ونهيق أتباعها أمثال العماد وغيره، ولاحظ كيف يسارعون في حشد الناس للتظاهر في صنعاء وغيرها وقول الأكاذيب واختلاق القصص لكسب التعاطف والمساندة، مع كل تحرك عسكري تقوم به القوات المؤمنة بالله والوطن والجمهورية، ولا عزاء لأولئك المثبطين أو الناقمين والخاذلين المتخادمين مع الحوثي وهم معرفون.