الأهم هو الوطن، عبارة يلوكها الجميع خاصة الساسة في اليمن، وتحت اسم الحرص على الوطن والقضية الوطنية تتم أبشع عمليات الفساد.
إن ادعاء الوطنية مسألة ينبغي أن تخضع للدليل لا للادعاء، وينبغي أن نخضعها للواقع ولتجربتنا الماثلة.
وهي بالتأكيد عبارة لا ينبغي أن تقفز فوق الحقائق والمشاهدات التي أمام أعيننا، أي حب للوطن ومسؤولوه وساسته يتقاضون بالدولار، رواتب ومستحقات وهبات وسرقات، وشعب يطحنه الجوع؟
أي حب للوطن وثلاثة آلاف مسؤول يمني أو أكثر خارج البلد هاربين من ثكنات الجبهات إلى شاليهات المنتجعات في كل بلاد العالم؟، أي حب للوطن والتجارة عبر بوابات السياسة هي الأكثر رواجا، في وطن ممزق أرضا وشعبا وهوية؟، أي حب للوطن لدى قيادات هي الوجه الحقيقي لمفهوم الإذلال والصغار والارتزاق؟.
أي حب للوطن من قيادات أفسدت أجهزة الدولة والخدمات وسيدت الانتهازيين والمطبلين ومكنت طفيليات السياسة والاقتصاد من كل تفاصيل الدولة؟
لقد شاركوا في كل فساد وبعضهم اليوم يزايدون باسم الوطن والمصلحة الوطنية، كي يقفزوا إلى مواقع أخرى ويبحثوا عن أدوار أخرى.
يعزفون بلحن القول وواقع الممارسات التي ينتهجونها سياسيا وعسكريا وأمنيا وإداريا، تاريخهم لا يمثل روحية الوطن ولا أهدافه من قريب أو بعيد.
هولاء جزء لا يتجزأ من مشكلة اليمن وليسوا مؤهلين بيلوجيا ولا أخلاقيا ولا سياسيا أن يكونوا جزءا من خارطة الحلول أو رؤيتها ولو كانوا صادقين لاستقالوا ووفروا بعض ما ينهبون أو يفسدون، وهو أقل ما يمكن أن يقدموه لو كانوا صادقين.