أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

صغارنا الكبار ومصير السلف

Friday 24 December 2021 الساعة 03:22 pm

أتذكر ناشئي "منتخب الأمل 2003" الذين راهن العرب والعالم معنا عليهم لمستقبل كرة القدم في اليمن.

أتذكر وعد ناشئي منتخب الأمل؛ بطل غرب آسيا غير المتوج، الذاهب إلى بطولة آسيا، والعائد من كأس العالم في فنلندا، ليتوزع دمه كبار الاتحاد والوزارة والأندية والجميع..

أتذكر مذبحة حقيقية نالت منهم ومنا ومن المستقبل، وتورط جهاز التدريب نفسه ضد اللاعبين وألمع الموهوبين حد كسرهم دون شفقة، حتى أن أبرز نجومه الواعدين عزفوا عن اللعب وانسحبوا إلى هامش المدرجات مثقلين بانتكاسات مريرة..

أتذكر.... في غضون أشهر قليلة أجهزوا عليه ونقضوا غزله من بعد قوة أنكاثا، وكتبت يومها بمداد القلب في رياضة أسبوعية الميثاق عن المذبحة "وهكذا لم يعد لدينا أمل"..

أتذكر، ويعتصر قلبي الألم وكأن كل هذا حدث بالأمس لا غير مش قبل 18 سنة. 

الألم بمذاق خاص لجرح طري مهما تقادمت الذكرى.

 أتذوق مرارته الآن بفمي وغصته بحلقي. 

لم يقف معهم أحد أو يمنع المجزرة بحقهم أحد، وعاد الدولة دولة.

أتذكر، ويخفق قلبي بشدة ويلهج بأصدق الأمنيات والرجاء والأمل بنجاة ناشئي اليمن بطل غرب آسيا 2021 من مصير سلفه، ومن سوء وكيد ونكد وجنايات الكبار وصغائرهم الشائخة وصراعاتهم وأحقادهم وعبثهم المؤبد على حطامنا وركام بلادنا..

أتذكر وألهج مع قلبي:

ليتهم لا يعودون..

ليتهم يتكفل بهم كائنا من كان..

ليتهم يظفرون بمصير أفضل وأليق وأحق وأوجب..

ليت الدنيا تنصفهم وينتصفون لنا وينتمون لمواهبهم وللمستقبل ويبرعمون أملا لليمن الذي تذكر بهم كيف يفرح وكيف يبتسم وكيف يبكي فرحا وتشرغ عيناه بدمع الفخر وتتلبسه قشعريرة الانتماء.

كفوا عبثكم وسكاكينكم عن صغارنا الكبار...

أيها الكبار الصغار.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك