لن أتوقف طويلاً عند الأزمات المتناسلة التي أحدثها محافظ شبوة السابق على مدى أربع سنوات من حكمه للمحافظة بتقسيمه المجتمع الشبواني انطلاقاً من ثقافة "الفسطاطين" بحيث أصبحت محافظة شبوة مجتمعاً منقسماً أفقياً ورأسياً، تبعاً للتصنيف الحزبي الممهور بالعدائية والتخوين والاتهامات والكيد السياسي.
لكنني سأتوقف هنا أمام جملة من التحديات التي تنتصب أمام الزميل النائب عوض بن الوزير العولقي الذي كُلِّف بمهمة محافظ المحافظة في هذا الظرف المعقد.
أمام الزميل المحافظ جملة من التحديات التي يعود معظمها إلى التركة الثقيلة التي ورَّثها له المحافظ السابق، والتي لن يكون من السهل مواجهتها وتجاوزها، ما لم يتسلح المحافظ الجديد بمجموعة من الشروط والأدوات وأهمها: قوة الإرادة، الموضوعية في التعامل مع المواطنين والجماعات الجهوية والجغرافية والسياسية، عدم جعل الانتماء الحزبي معياراً للموقف من القضايا المعقدة التي تعيشها المحافظة، والابتعاد عن المحاور والاستقطابات التي تتعارض مع إرادة الغالبية من أبناء شبوة، ومراعاة التعقيدات المجتمعية للمحافظة والتي يدركها المحافظ أكثر من سواه.
في رأيي أن أهم التحديات التي تقف أمام المحافظ الجديد تتمثل في:
1. تضميد الجرح المجتمعي الذي تسببت به سياسة الاستقطاب الحزبي التي اتُّبِعَت في إدارة المحافظة وإعادة رصّ صفوف المواطنين لمواجهة تحديات التنمية والأمن والخدمات واستعادة الوئام الاجتماعي فيما بينهم.
2. حشد الجهود الوطنية لاستعادة المديريات التي سلمتها السلطات السابقة للجماعة الحوثية نكاية بالخصوم السياسيين (المفترضين) وتعطيلا لاتفاق الرياض، والاستفادة من دروس تلقي التعليمات من إسطنبول أو الرياض، وما جنته من كوارث على المحافظة وأهلها.
3. إعادة رسم سياسات التعامل مع الموارد الوفيرة للمحافظة وتسخيرها لخدمة أبناء المحافظة في مجالي الخدمات والتنمية المتوازنة بين المديريات والمناطق، والتصدي لسياسات النهب والسلب التي ما تزال هذه الموارد تتعرض لها منذ 7/ 7/ 1994م.
4. إعادة بناء النخبة الشبوانية وتوسيع صفوفها لتشمل جميع مديريات المحافظة وتوسيع قدراتها المادية والتكتيكية، وصناعة التواؤم والتكامل بينها وبين بقية الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة لمواجهة الإرهابين الحوثي والداعشي.
5. إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية في شبوة بما يجعل منها أداة لحماية أراضي المحافظة وعدم السماح للجماعات الإرهابية بإسقاط أي منطقة من مناطق المحافظة، ولتكون أجهزةً لحماية المجتمع الشبواني والدفاع عن حقوق وحريات أبنائه لا وسيلة لقمعهم والتنكيل بهم وتكميم أفواههم.
6. بناء منظومة للتعاون المتين مع الأشقاء في التحالف العربي لتفعيل موانئ شبوة وتسخيرها لخدمة العمليات التموينية والتجارية بالوسائل القانونية وحماية تلك الموانئ وجميع وشواطئ المحافظة من جماعات التهريب والاتجار بالممنوعات وتهريب الأسلحة وسواها إلى الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها.
إنه من السابق لأوانه التوقف عند الإشاعات والإساءات التي يوجهها المتحاملون على الأخ ابن الوزير، ومن المبكر امتداح مواقفه أو سياساته قبل اختبار مدى نجاحه في مواجهة وتجاوز شبكة الأسلاك الشائكة التي ورثها عن سلفه، لكن ما سيدافع عليه أو يصب في خانة متهميه والمتحاملين عليه، هو ما سينجزه على الأرض، فإن نجح في إعادة رص المجتمع الشبواني ومداواة جراحه والتصدي للإرهاب وحماية الموارد وتوفير الخدمات، فإن هذا وحده سيكون الرد الكافي على المتحاملين عليه وإن أخفق في بعض أو كل تلك التحديات فلن يستطيع أحد أن يمنع المواطنين من التعبير عن رفضهم لسياساته أو معارضتهم لمواقفه.
أتمنى مجددا للزميل المحافظ عوض بن الوزير العولقي التوفيق والنجاح في المهمات المناطة به.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك