عبدالسلام القيسي
فخ ستوكهولم ومكاسب إعادة التموضع
الخط الميت _خط ستوكهولم_ التي ظلت المشتركة تحرسه لسنوات لم يكن سوى فخٍ كبير يهرق دماء الرجال وجماجم الرجال وعنفوان الرجال وسنوات الرجال.
والرجال الذين كانوا هناك أبدا لم يرضوا التفرج على الجبهات وهي تتساقط من مأرب إلى شبوة.
الانتصار الذي حققته المشتركة بخطة الانتشار، وإعادة التموضع كان مكسباً كبيراً بالوصول إلى جبل رأس وإلى جبال مقبنة والانتكاسة كانت تتمثل لو أعيد التموضع من الخط الساحلي دون إسقاط الخط الجبلي.
تورط الكهنوت بدخول خط ستوكهولم، لم ينتبه للفخ الذي وضع فيه، من رفع الحصانة الدولية، جراء تعديه على خط لجنة المراقبة والانتشار، وبذلك سنح للمشتركة الوصول إلى الجبال التي تهدد بقاء المشتركة بسبب تعدي الكهنوت على خط ستوكهولم وخرقه للسويد.
"حيس" مختلفة، كانت حيس محاصرة، مدينة محررة فقط، ولسنوات يستطيع الكهنوت أن يصل بناره إلى مبنى المجمع الحكومي ولكن بعد إعادة التموضع تم تحرير حيس كاملة.
المكسب الذي حققته المشتركة في حيس مختلف.
حيس ليست ساحلية، بل جبلية أكثر من كونها ساحلية، نسخة مصغرة عن تعز ومجتمع حي وقبل تحريرها كاملة قدمت مديرية حيس أكثر من 7000 مقاتل في كل الألوية.
فيا ترى الآن وقد تحررت بالكامل، سترفد المعركة الوطنية بكم من الأحرار؟
وايضاً، التوجه غرب تعز، وإيجاد الحركة الملحمية بقلب مقبنة، من يذهب إلى جبال المجاعشة ويدرك أهمية الجبل وتحريره لفغرت حواسه.
ذات مرة زرت حيس قبل سنة، من هذه اللحظة، وتقع حيس بين جبلي المجاعشة وجبل رأس وقلت لمن معي:
ما بالكم! هذه الجبال حاكمة للساحل الغربي ومساحاتنا الشاسعة لا تعني شيئا بتواجد الكهنوت برأس هذه الجبال، والآن تحررت الجبال تلك، وسقط الحوثي سقوطه الكبير.
كان خط ستوكهولم يشكل ضغطاً كبيراً ويلتهم، ألوية تحميه، وتصبح القوات المشتركة رهينة لاتفاق يمنعك من دخول الحديدة ويبقيك في خط ميت وتهرق شجاعة الرجال هناك فكانت خطة إعادة التموضع مفصلية وأفرجت عن ألوية كثيرة تحركت إلى شبوة لصنع مصير القلب اليمني، مأرب بيضاء شبوة.
قبل إعادة التموضع، بقيت القوات تحرس البحر، فقط، والجبال مفتوحة للكهنوت، من المحجر والامتداد شمالا إلى حيس عبر الخط الشرقي، وإلى مفرق العدين وجبل رأس بيد الكهنوت.
ونعرف أن الحشد الكهنوتي يأتي من مدن الجبال بهذا الخط الساخن، ولكن بعد إعادة التموضع أخذ هذا الخط وقامت القوات بتحرير المحجر وكامل الخط شرق الساحل الغربي وجهة غرب تعز وغرب شرعب _ويمكن تسميته "السهل الغربي" بالنسبة للشمال و"السهل الشرقي" بالنسبة للساحل_ الممتد من عزلة الجمعة في شرق المخا ويصل إلى الخلف في حيس وجبل رأس ويتجه غربا وإلى مفرق العدين وإلى مديرية الجراحي.
عودوا إلى الخريطة لإدراك المكسب الذي حققته المشتركة، من إيقاف حركة الجبال الكهنوتية ومحاصرة منابع الحشد الدموي للجبهات وأصبحت أربع محافظات تحت يد المشتركة ويفصلها عنهن قرار معركة أخيرة.
وإذا مدينا المكسب الذي حققته المشتركة ورأس العارة إلى عدن وشبوة وثم إلى مأرب لأدركنا حجم الخطة ورهابة التكتيك الذي يوحد القرار اليمني، وكل المكونات.
فالخلاف انتهى إلا من بعض المزوبعين وهناك تناغم كامل بين كل الأطراف، خاصة الساحل وتعز، باستثناء بعض المدعومين من قطر وعمان الذين ستبتلعهم غياهب المعركة الوطنية.
استغل الكهنوت الخلافات التي شقت المعركة، في سنوات سابقة، وأدار بذكاء هذه التباينات فكانت شبوة طعنة في خاصرة مأرب، وتعز طعنة في خاصرة الساحل، ولكن تنبه الأحرار لهذه الوكيفة واتحدوا جميعهم وتخربطت ألاعيب سادة الحرب والغنيمة!
قرار معركة وجبهة من البلق إلى جبل رأس.
إعادة التموضع، أعاد للمعركة بوصلتها الحقة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك