لا ننكر أن سلاح المعركة الوطنية من التحالف وهناك طرق آمنة لإيصاله ولا يمر عبر طريق الملاحة الدولية.
لكن الحوثي يختطف سفينة إماراتية مدنية، وهذه فرصة ليفهم العالم أن البحر لن يأمن بوجوده وأن الكهنوت هو الخطر المحدق بسلامة العالم، وليس اليمن فقط، دليل قاطع على دوره في الساحل الأحمر.
* * *
منظر السفينة مختلف، ليست تلك سفن نقل المعدات الحربية والأسلحة.
والسفينة إماراتية والسلاح المعروض لقوات المملكة العربية السعودية، فهل من المعقول ألا تمتلك السعودية سفنا خاصة لنقل الأسلحة لو أنها للأسلحة؟
ومهما كان ذلك فالتحركات العسكرية للدول مهما كان تحالفهما واحدا لا يعني إخطار أحد بنقل أي أسلحة أو دعوة سفينة من أي مرسأ لتنقل الحمولة.
فكروا بهذه فقط لتكتشفوا زيف الكذبة المتداولة، كونتيرات، وسيارات إسعاف خاصة بالمستشفيات، وسيارات نقل، وأيضا طريقة ترك البنادق الكلاشنكوف مضحكة، للجميع، هناك في السفينة بوزة خاصة للبترول والديزل، بوزة نقل، ومولدت كهرباء.
أي تحتوي السفينة الصغيرة المفتوحة على تجهيزات مشفى من كونتيرات إلى كهرباء وسيارات إسعاف ونقل، فيما جهة السفينة وملكية السلاح المعروض من الكهنوت تضحك العاقل والمتروي.
المشكلة في الفرحين من حزب الجمهورية والذين رقصوا وهللوا وكأنهم استعادوا صنعاء.
* * *
هو زمن كشف الأقنعة، تركوا العدو وذهبوا يقاتلون ويخونون المنافس، وهذه أم الدواهي، وهي خراب كل الملاحم الوطنية عبر التاريخ، بكل جغرافيا.
وما يحدث الآن في الحدث اليمني يجعلنا نفكر بحقيقة جماعات الصيد السياسي، أو اللعنات السياسية، التي حولت قضية اليمن من قبل إلى شجرة في سقطرى، وحولتها من بعد إلى ميون، ومن ثم حولتها إلى خرقة وخِرَق وإلى سفينة وإلى هوامش لا تفيد، بل تضر وتقتل كل إرادتنا وهي سبب انهيار منظومة الأخلاق الوطنية بهذه السنوات، وتسيد دجال الكهنوت وبقاء الظلام الجاثم ممداً رجليه بأفواه الشعب.
أنا أبحث عن صنعاء ولا تهمني شجرة في سقطرى، أبحث عن مقاتل يقاتل إلى جانبي ولا يهمني أي راية يرفع، ومصلحتي مع التحالف ولا تهمني خياراته الأخرى، فأنا رب بلادي هذه ورب معركتي، وما عدا ذلك، لسواه رب يحميه.
الهوامش ليست سهلة، هي القاتلة للنضال والمفرقة صفوف الجماعة.
بعد الانتصارات التي حققتها المشتركة ورجال الجنوب في شبوة ظهروا يحطمون الفيض اليماني ويفركشون الصف الملحمي وهذه تحدث كل مرة.
ولو عدتم وعدنا معكم إلى تاريخ كل انتصار ستجدون أن هذه الحملات ترافق الانتصارات التي تحققها القوات الوطنية وتحرف الرأي والنظر وتخدم الكهنوت فقط.
اثناء انتصارات المشتركة في دنيا الجبال بالشهر المنصرم حدثت مجاعة وتفاقم أمر العملة وظهروا يخونون التحالف وتظاهروا ضده.
واليوم لأن أمر الصرف "بيد أمينة" تحولوا ضد الإمارات والتحالف بمبرر سفينة مدنية خطفتها المليشيا من البحر وخونوا الإمارات والتحالف وكانوا صف الكهنوت الأول يدافع ويدفع عنه وهم محسوبون على المعركة.
يفترض أننا نفرح بما فعله الكهنوت بالبحر ونؤلب العالم كي نستطيع تجاوز الأمم التي تحميه وتكون فرصة لإيقاعه بفخ تصرفاته ولكن الذي يسعى لأمر مختلف يحول هذه الحادثة إلى نصر للكهنوت ويشق صفوفنا..!
لن ننتصر بهذه العقليات ولو تقاتل معنا الملائكة، ولو يقاتل معنا الكون كله، لن ننتصر.
* * *
الذين صرخوا ذات يوم أن طريق صنعاء ليس من الحديدة وليس من السواحل وليس من الموانئ، هم ذاتهم الذين يقولون طريق صنعاء ليس من مقبنة وليس من جبل رأس وليس حتى من بيحان شبوة.
سيقولون ذات يوم طريق صنعاء ليس من نهم وليس من الجوف وليس من صعدة وسيقولون ليس إلا من "عمامة المرشد" فقط، رب أقم الساعة.
مللت تقبل هذا الغباء المفرط والتعايش معه تحت يافطة وحدوا الصف، والله مللت.
* * *
سيحكي التاريخ كل شيء، ويوضح كل شيء، عن الرجال الأفذاذ الذين هبطوا من أعالي سماواتهم لمشاركة هذا الشعب مصيره وعن الذين طاروا إلى فضاءات النور وتركوا هذا الشعب يواجه مصيره، سنكتب عن كل شيء!
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك