«الدين» في اللغة مصطلح يُعبر عن أي منهج يتبعه الناس.
فالإيمان بالله والعمل برسالات الأنبياء «دين»، والكفر بالله واتباع هوى النفوس «دين» أيضًا.
وهذه حقيقة أكدها القرآن بقوله: {قل يا أيها الكافِرُون ... لَكُم دِينُكُم وَلِيَ دِينِ}، فوصف الكفر بأنه دين.
وبالتالي «اللّا دين» «دِينٌ» قائم في الأساس على الرغبة في التفَلّت من الضوابط، والتطلع إلى تحقيق شهوات النفس وإشباع الهوى.
وهذه أمور محببة إلى النفوس، يميل إليها كثير من الناس، لأنها تعفيهم من الالتزامات الروحية والضوابط الأخلاقية.
صحيح أن «دين اللّا دين» يساعد على إشباع النزوات والتحرر من الالتزامات والضوابط، ولكنه لا يصلح أن يكون منهج حياة للمجتمع البشري؛ لأنه غير منطقي ولا منضبط، فالصواب والحق لا يكون تبعًا للأهواء والأمزجة ونزوات النفوس التي تختلف باختلاف الأشخاص ومتطلباتهم وطبيعة ثقافتهم؛ وبالتالي لا بد من ضوابط تحول بين الإنسان وبعض ما يريد، وتلزمه بأداء بعض ما لا يروق لهواه {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ}.
* * *
يعيش الإنسان لأجل الكره كما يعيش لأجل الحب، فكل من الحب والكره يوّلد طاقةً للاندفاع ورغبةً في البقاء.
غير أن من يعيش لأجل الحب يدرك كثيرًا من السعادة بالحصول على المحبوب.. بينما تَزهَق نفس من يعيش لأجل الكره وهو لا يزال ينتظر ما تُقرر الأقدار في ما لا يروق له!
فخفف على نفسك يا صديقي، وعِشْ الحياة بتنوّعها، فلستَ محور الكون حتى تمضي الأقدار وفق هواك "فيما تحب وتكره"!.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك