عبدالستار سيف الشميري
بنو صفيون أخطر من بني صهيون
الخمينية بثوب ولاية الفقيه وبردائها الصفوي الذي أسس تاريخا لمشروع الكراهية وأسرف في الدم، هي أخطر المشاريع الدموية الدينية الحديثة وربما القديمة، وبنو صفيون نسبة إلى الصفوية أخطر من بني صهيون، حيث تحتل إيران أكثر من 400 ألف كيلو متر هي الأحواز العربية التي كانت دولة مستقلة حتى القريب وهي أكبر من فلسطين العربية التي يحتلها بنو صهيون بواحد وعشرين ضعفا تقريبا، لا تزال الأحواز تتعرض لتغيير هويتها العربية كل يوم وتصادر ثرواتها ولا أحد يساند أبناءها في الحصول على دولتهم المحتلة وحقوقهم، وتريد إيران أن تخضع باقي دول العرب لهيمنتها أو احتلالها كما حاولت ذلك في العراق وانكسرت، وكما احتلت الجزر العربية الإماراتية، ويخضع جزء من اليمن إلى احتلال كامل الأركان وإن كان يبدو بأداة داخلية مستأجرة.
ماهية الفكرة الخمينية
الفكرة الخمينية قائمة على ثلاثة أركان هي:
1- العنف البنيوي وتوسع وبناء مساحة استعمارية تمتد من الحدود الأفغانية إلى البحر المتوسط وقلب الخليج واليمن.
2- الجهل المؤسس الذي يستثمر الدين ويوظف الفقر والبطالة.
3- تصدير الفكرة والثورة بكل الوسائل.
هذا هو ملخص الخطة الخمسينية التي لا تزال ساعتها لا تكف عن الدوران وهي والغة بكل فتن وحروب المنطقة.
مشروع يحمل شهية الدم بنزوة الخرافة والتعايش معه يبدو مستحيلا.
يمكننا التصالح مع شيعة المنطقة لكن مع الخمينية كنظام ومشروع ذلك أمر صعب المنال، خارج عن القدرة والإمكانية.
علينا أن نعرف تماما ونعترف أننا نقاوم ونحارب مشروعا كبيرا طموحا وجموحا وليس جماعة الحوثي، فالحوثي جماعة للإيجار ليس أكثر من ذلك.
لكن معركتنا الحقيقية مع مشروع قلبه خميني وفكره صفوي وثوبه سلالي عنصري وممارسته إرهابية، هذا المشروع ليس خصما سهلا، وإيران لا تلعب بالنرد، بل الشطرنج.
منذ سنوات تم تسريب بعض النظرية الإيرانية الخمينية الصفوية التي عرفت بنظرية أم القرى، هي نظرية سياسية إيرانية أتت ناسخة لنظريات سابقة والتي تؤول في مضامينها العامة نشر النموذج الثوري الإيراني ودعم الحركات الإرهابية وتصدير مُثلها للدول الإقليمية المحيطة بإيران ودعم أي حركات حتى إن لم تكن دينية أو تتفق مع توجهاتها والسيطرة الإقليمية كما يُتخيل إليها.
واضعها:
من رسم تلك النظرية هو محمد جواد لاريجاني أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني خامنئي والمخطط الرئيس للسياسات الإيرانية الخارجية.
عائلة لاريجاني تعتبر من العوائل المقربة لخامنئي، فأخوه علي تولى رئاسة البرلمان الإيراني وأخوه صادق كان يتولى رئاسة السلطة القضائية في إيران.
تهدف إيران من هذه النظرية أن تكون "قم" هي أم القرى وليست مكة، وأن تكون إيران هي الحامية والحاملة للراية الإسلامية وأن انهيار إيران بمثابة انهيار الإسلام.
ترتكز أبعاد تلك النظرية الواردة في كتاب مقولات في الاستراتيجية الوطنية "نظرية أم القرى" الذي يحتوي على أكثر من 160ورقة والمعروفة باسم الوثيقة، ملخصها أن أمة الإسلام يجب أن يقودها المرشد الإيراني (الولي الفقيه)، رافضة بذلك التقسيمات الجغرافية الحالية ومعتبرة أنها تقسيمات ظالمة ومجحفة وأن إيران هي دولة القلب للأمة بولايتها المقدسة.
وخلاصة القول، إيران أغرب وأحدث أنواع الاستعمار وأبشع أنواع الاستعمار حتما، إيران تدافع عن مصالحها بالدم اليمني والاستعمار الإيراني له مواصفاته الخاصه وأهمها:
1- يدخل في جلدة وأنوية خلايا بعض أبناء البلد المشحونين بالضغائن والكراهية.
2- يحرض هذه الأقلية ويصيبها بسعار فتتحور وتصبح نسخة خمينية طبق الأصل وأحيانا أشد رداءة.
3- يطلق عنان هذه الأقلية المسعورة لتفتك بأهل بلادها وتحرث أرض وطنها وتمهدها لوصول السيد الحقيقي الجديد للبلاد المستعمرة.
4- تفقد البلاد المستعمرة من إيران هويتها وانتماءها وأشقاءها وجيرانها وتبدأ أكبر نكباتها بتردي أحوال المعيشة والنزوح والتشرد والخراب.
5- هذا هو ما حدث في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، التي هي ضحايا أغرب وأحدث أنواع الاستعمار، وعلى هذا الأساس ينبغي أن يتم التعامل مع إيران بأنها ليست دولة داعمة وإنما مستعمرة ومنشئة للحروب ومستثمرة للإرهاب...