تكتبون عن "الثورة" وكأنها فعلٌ فاضل في ذاته ولذاته، وبالتالي لا يمكن تقييمه والحكم عليه بالنظر إلى أيّ شيء آخر.
بل يجب أن يُحمَد هذا الفعل دائماً لمجرد وقوعه وليس لما إن كان قد أدَّى غرضه من وجهة نظر ما هو عيني ومحسوس، ومن وجهة نظر اعتبارات الزمان والمكان، أي من وجهة نظر المنفعة العامة!
ليس عليكم أن تندموا بل أن تعيدوا تقييم ما حدث وفهمه في ضوء بصيرة جديدة أنضجتها التطورات المخيفة اللاحقة، قد تخلصون إلى نتائج معرفية مختلفة بشأن المعنى الكلّي لما حدث، والمعرفة تقود المرء إلى الاستنارة وإلى نوع من التناقض المحمود مع اختياراته وتصوراته السابقة.
وليس من المدهش أن التاريخ، أي الحوادث، مختَبَر تقليدي للأوهام التي يقضي ببطلانها.
سيكون هذا أفضل من حراسة اتساق زائف معتمدين في ذلك على العناد البليد والكذب!
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك