علينا إيقاف طريقة التفاعل بسخرية مع حرب روسيا على أوكرانيا.
الحرب كارثة بشتى أشكالها على البشر والبلدان، بغض النظر عن مبرراتها وتفاصيلها.
نحن اليمنيون نعرف هذه التفاصيل جيدًا ونعرف تداعياتها وخباياها، بل ونحن أكثر شعوب العالم معرفةً بكارثية الحرب وتأثيراتها على الحياة اليومية وعلى المواطنين.
جميعنا نعلم حالة الرعب والفزع الحاصلة في بدايات الحروب، وفي لحظات اشتعال النار وتحوّل الموت الى سلعة يومية تهدد الجميع.
الحرب بمجملها كانت وما زالت خطأً بشريًا كبيرًا يدفع ثمنه الملايين من الأبرياء.
وفي أوروبا على وجه الخصوص هي مما لا يستطيعون تفويته أبدًا من دروس ذاكرتهم وخيالاتهم، ومعها لا يتوقفون دائمًا عن إعادة تجسيد مآسيهم ومعاناتهم في الماضي الأوروبي الكارثي.
لهذا لم يتوقفوا قطعًا عن إنتاج أفلام وحكايات وسرديات ومسلسلات بالآلاف تحكي للجميع وتذكرهم بما حدث لهم في فترة الحروب التي شهدوها، وبما عانوه وقاسوه ومما يخافون منه اليوم.
محاولاتهم تلك بحد ذاتها للتذكير بكارثية الحرب ومعاناتها، ليس لشيء بقدر ما هو للحيلولة دون حدوثها وتلويحها مجددًا، لكنها تعود اليوم للحدوث.
يعي الغرب جيدًا ثمن الحرب، وهم من تجربتها أكثر خبرةً وذكاءً، وسيناريو عودتها بينهم من البوابة الروسية أمر صادم للغاية فعلًا.
الحرب ما زالت إحدى وسائل الحمق والغباء، لهذا علينا إيقاف طريقة التفاعل بسخرية مع حرب روسيا على أوكرانيا..
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك