عبدالستار سيف الشميري
اغتيال جواس.. خلط الأوراق والعودة إلى المربع الأول
اليوم يجد الجنوبيون أنفسهم مع جبهة جديدة قديمة يجب أن تحسم بعد أن حسموا معركتهم مع الحوثي وحرروا أرضهم.
ويجدون أنفسهم أمام خطر يعمل في الخفاء ويظهر فجأة ليحدث الفزع ويقتل الأبرياء.
اغتيال أيقونة النضال الوطني اللواء الركن ثابت جواس، قائد محور العند، وحوادث الاختطاف والاغتيال في الجنوب تعيد اتفاق الرياض إلى نقطة الصفر وتؤكد حجم الوجود والتعاون القاعدي الإخواني الحوثي في إرباك الجنوب منذ الاغتيال للقائد أبو اليمامة بصاروخ حوثي بتعاون مخابراتي من خلايا داخل عدن.
وهذا يستدعي آلية جديدة للتعامل مع أنشطة القاعدة والإخوان في الجنوب.
يرى (الحوثي -الإصلاح والقاعدة) مجتمعين أن قيام أي دولة أو استقرار جنوباً، حتى في جزيرة مثل سقطرى، يشكل عائقا لانتشارهم.
كما أن التعاون الاستخباراتي لعناصر إصلاحية وقاعدية في الجنوب تزود الحوثيين بمعلومات عن قيادات وفعاليات ومؤسسات عسكرية وأمنية أصبح ماثلاً للعيان.
وهي إحدى الوسائل التي تستخدم للفتك بخصومهم في الجنوب.
وعلى امتداد خارطة الجنوب يجهد الإخوان، ممثلاً بذراعه السياسي حزب الإصلاح وعناصره المبثوثة في جسم الدولة وبتعاون وثيق مع عناصر قاعدية، إلى زرع ألغام وتفجير صراعات ومواجهات مع مؤسسات أمنية أو عسكرية في محافظات شبوة والمهرة وسقطرى وعدن تحديداً.
هذا الاغتيال لقيادة بحجم مناضل جسور له تاريخ أربعين عاما في السلك العسكري والنضال وله وزنه جنوبا وشمالا لا شك أنه سوف يفسد معظم ما تم الاتفاق عليه في الملف العسكري والأمني من خلال اتفاق الرياض، وسيلقي بظلاله على مشاورات الرياض القادمة وسوف يفتح لتراشقات ومواجهات جديدة بين أطراف الشرعية وربما يعيد الأمور إلى المربع الأول ما قبل الاتفاق.
والسؤال: من المستفيد من كل هذا الشتات؟
لا شك أنه الحوثي ومن يسانده جنوبا أو يقاضه ويتماهى معه شمالا.
وإذا أردت معرفة الفاعل فابحث عن المستفيد قطعا.