عندما ثار العفيفي على الدولة القاسمية وطرد جنودها من يافع طلب الإمام محمد بن إسماعيل من آل القاسم وعمال الدولة الحضور من أجل التجهيز للحرب على ابن عفيف.
حينها أرسل ابن عفيف رسالة ذكية للإمام قال فيها: إن الذي حدث خارج عن إرادتنا، فقد حصل علينا ظلم وجور من عمال الحسين بن الحسن واشتكينا مرارا ولم نجد من ينصفنا، ولو كان انصفتونا لما حدث مننا الذي حدث.
واختتمها بالقول، لا تجعلوا منا أعداء لكم، فإننا محبون لكم ولدولتكم ومسلمون للواجبات لمن تكلفونه من قبلكم باستنثاء عمكم الحسين بن الحسن.
كان العفيفي يدرك صعوبة رفع يد الحسين بن الحسن من يافع وبلاد المشرق فهو عمه، وكان أشد منافسيه على الإمامة، وسحب يده رسميا من جهات المشرق ستعني الحرب بينهما.
وفي كل الأحوال فقد نجحت الرسالة في إحداث انقسام كبير بين آل القاسم.
ففي حين رأى البعض تلك الرسالة مكرا من العفيفي رأها البعض منطقية وحمّل المسؤولية حسين بن الحسن الذي لم يلتفت للشكاوى التي أرفق العفيفي نسخا منها.
وفي النهاية فشل التجهيز وأخذ العفيفي يعد نفسه جيدا ودخل في تحالف واسع شمل جاره الشيخ ابن هرهرة والسلطان الرصاص وابن شعفل والعولقي والفضلي والعوذلي وغيرهم.
وعندما تأكد لآل القاسم بأن يافع والمناطق المجاورة لها قد خرجت عن الطاعة شنوا حملة كبيرة في السنة الثانية على العفيفي الذي كان يقف على رأس الثورة.
وعندما وصلت أسفل جبل "العر" كان العفيفي مستعدا لها جيدا ومنيت بهزيمة نكراء.
ومنذ تلك المعركة تغير كل شيء.
الخلاصة: التاريخ لا تصنعه الطيبة ولا حتى الشجاعة وإنما الدهاء، والدهاء قدرات من عند ربنا لا يورثها في كل كل خلقه.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك