تأتي عملية اغتيال قائد القطاع الثامن بالحزام الأمني عدن، النقيب أكرم المشرقي، وكأنها رسالة عاجلة لمشاورات الرياض التي بدأت لتوها، مفادها: عليكم البدء بقراءة الفاتحة على روح القائد الأمني في مدينة عدن.. والإقرار بأن الملف الأمني يعد أولوية قصوى في المشاورات؟!
رغم ذلك لنترك فرضية البحث والتفتيش عن المستفيد الأول من الجريمة. إذ يتحتم علينا الاهتمام بالجانب الجنائي للعملية.. لكن هكذا عملية تتمتع بقدر كبير من الجرأة والوضوح بأركانها الأربعة، المكان والزمان وطريقة التنفيذ ومكانة الشخصية المستهدفة.. تعيدنا عنوة لمربع الحديث عن الملف الأمني في مدينة عدن.
وبالتالي ثمة محاولة تهدف إلى منح الملف الأمني أولوية تتقدم الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي من المتوقع إثارتها في مشاورات الرياض.
لا أدري لماذا تأخذني هذه المباراة السياسية إلى المقارنة بين، السياق الموضوعي والسياق التأويلي على الصعيد الإعلامي، بالتوازي مع انفتاح وسائل الإعلام اليمنية على السياق الموضوعي وتوجيه الدعوة لبعض الإعلاميين الجنوبيين كي ينخرط في مناقشة الوضع الأمني في عدن بموضوعية وبمهنية، حد وصف تلك الوسائل. إذ أن مثل هذا الخوض على كل حال يعد ضرره أكبر من نفعه.
هل سبق وأن رأيتم وسائل الإعلام اليمنية تناقش الوضع العسكري المتقهقر لصالح الحوثيين شمالا بموضوعية دون الهروب ورمي التهم على خذلان التحالف العربي وتسويق نظرية المؤامرة الدولية على الجمهورية والجيش الوطني وو.. الخ، في سياق تأويلي؟!
ثمة سياق موضوعي يتخلق في مشاورات الرياض، يتحدث عن فشل الشرعية اليمنية عسكريا في مواجهة الحوثيين، ليس من الحكمة تركه والذهاب للحديث الموضوعي عن فشل الأجهزة الأمنية في عدن، إذ أن هناك جهدا يمنيا مشتركا يحاول حرف مسار الأحداث جنوبا مقابل الجهود الإقليمية والدولية التي تهدف لحرف مسار الأحداث شمالا.
الرحمة والخلود للشهيد القائد أكرم المشرقي.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
