اقتران تحريك الوديعة السعودية الإماراتية مع اليمن بتنفيذ أول رحلة تجارية من مطار صنعاء إلى الأردن عملية تتجاوز الصدفة، ولها دلالة تؤكد أن هناك عملا ممنهجا يقضي بأن تطوي الهدنة صفحة الحرب، وهو أمر يحاول الحوثيون عرقلته بشتى السبل.
رأينا كيف افتعل الحوثيون موضوع الجوازات، وكيف رفضوا ولا زالوا يرفضون بحث موضوع فك الحصار عن مدينة تعز وكيف يناورون ويتلاعبون بهذه القضية الإنسانية، وكيف أنهم مستمرون في التجييش على مارب استعداداً لجولات أخرى من المعارك، ورأينا التفجيرات الإرهابية في عدن وشبوة والتي تنفذ ضمن مخطط تتخادم فيه قوى الإرهاب من مواقعها وخنادقها ومصالحها وتتفق على تعطيل وعرقلة أي خطوة نحو السلام.
الهدنة تقاس بالسلوك الذي تتبعه الأطراف المعنية في التعاطي مع النتائج التي أدت إليها الحرب على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والإنسانية والمعيشية، وهي ليست محطة للتعبئة ولكنها تمهيد للخروج من كارثة الحروب بدوافع تتصدرها حقيقة أن إشعال الحروب هو دائماً فعل أحمق لمشكلة تضخمها الحماقة في الوعي، ولا يتطلب الأمر سوى النظر إلى الكارثة التي انتجتها الحرب بعين رشيدة مجردة عن أي مصلحة مرتبطة باستمرار الحرب.
هذه هي الشروط التي تخلقها الهدنة لإنهاء الحروب، لا توظيفها من أجل مواصلة الحرب كما يفعل الحوثي.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك