مشاهد صلاة الاستسقاء في صنعاء تدعو للرثاء والشفقة.
كبرت المدينة وشاخت، لم تعد تمتلك الموارد اللازمة والطبيعية للمستقبل.
أما الفقراء الهزيلون الذين دعوا للصلاة فملامح سوء التغذية والبؤس والعوز والملابس الرثة أقوى من أن يتجاهلها المرء، كان من الأفضل لهم أن يبنوا السدود والحواجز المائية بدلا من طرق أبواب السماء.
فلسفة الحصول على الأشياء بدون جهد وتعب وتخطيط للمستقبل باستجداء السماء واحدة من أسباب الفقر والتخلف، إن لم تكن السبب الرئيسي في اليمن، فعوض أن يتجه الناس إلى تخطيط حياتهم ومستقبلهم ومن ثم العمل والبناء الجاد يتجهون بكل مشاكلهم إلى السماء.
بدون التوقف عن زراعة القات وتناوله والذي بدوره يهدر الوقت والمال والمياه القليلة حتى السماء إن قررت المساعدة (وهذا غير وارد) فلن يمكنها مساعدة مجاميع من الفاشلين والعشوائيين الذين يتسولونها في كل شيء.
قد يقول قائل: الله كريم!
الله كريم، ولكن ليس مع الأغبياء والكسالى والفاشلين الذين ينتظرون منه أن يقوم بفعل كل شيء نيابة عنهم.
الله كريم مع الشعوب الأخرى لأنهم يعملون بجد ولديهم خطط استراتيجية لما يجب القيام به، وليس لأن لديهم خطة استراتيجية لتسوله.
وعموما، اليمني يستحق حياة كريمة وأفضل من حياة البؤس والفشل والشقاء التي يعيشها وهي حياة أشرف من تسول الشفقة من الآخرين ومن السماء.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك