خالد سلمان
اليمن في أجندة مفاوضات غير مباشرة إيرانية - أمريكية
لتحريك الملف النووي بعد توقفه في مارس في محطة فينا دون تحقيق تقدم ملموس، عقدت الثلاثاء مفاوضات غير مباشرة إيرانية إمريكية في قطر، بحثاً عن أرضية مشتركة وآليات متوافق عليها، لإخراج هذا الاتفاق من حالة الموت السريري.
مفاوضات الدوحة ليست معزولة عن سائر ملفات المنطقة وملفات الصراع الدولي، وتحديداً في مجال الطاقة، حيث سبق هذا اللقاء زيارات مكوكية متبادلة بين عديد العواصم المحورية، السعودية وتركيا، مصر وعُمان، إيران وتركيا، وكذا البحث عن شراكات اقتصادية مع إسرائيل يمكن لها أن تتطور إلى حلف ناتو إقليمي مصغر، وإن كانت لإيران تحفظاتها المعلنة في الشق العسكري.
إيران تبحث عن طوق خلاص لأزماتها الاقتصادية الخانقة، وواشنطن بدورها لا تخفي احتياجاتها للغاز والنفط الإيراني والشرق أوسطي، لسد خانة الفاقد الروسي في السوق العالمية، الأمر الذي يجعل من مثل هكذا احتياجات متبادلة، جسر تقارب يقدم نفسه على هيئة مرونة أمريكية أوروبية تجاه قبول المطالب الإيرانية، من الإفراج عن الأرصدة المجمدة وإنهاء الحصار، وإعادة دمج طهران في دورة الاقتصاد العالمي.
وتبقى المعضلة القائمة إصرار إيران على رفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب، وهو ما يُقابل باشتراطات أمريكية منها:
وقف الدور التصعيدي الإيراني في المنطقة.
وقف دعم عدم الاستقرار وتغذية الصراعات في اليمن وسوريا ولبنان، وتهديد أمن الحلفاء وتحديداً السعودية والإمارات.
الضغط على الحليف الحوثي للقبول بتسوية سياسية، والانخراط في المسار التفاوضي.
هذه الأوراق لا يمكن أن تقدمها طهران بلا ثمن، يعود عليها بالنفع السياسي الاقتصادي، ويقر بواقع مصالحها الجيوسياسية في المنطقة.
في الموضوع اليمني نحن أمام إما تصعيد وإما تبريد للمواجهات، ومد عمر اللا حرب واللا سلم عبر منح الهُدن صفة الاستمرارية، وكل ذلك رهن بمخرجات مفاوضات الدوحة باحتمالية الوجهتين، النجاح أو الفشل.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك