تحاول جماعة الحوثي منذ اليوم الأول لإعلان مجلس القيادة، أن تبث كل خبر وشائعة يمكن أن تهز شمل اليمنيين الذي جمعه المجلس كيفما اتفق، ولم تألُ جهدا هي وحزب الإصلاح، خصوصاً أولئك المتضررين من تشكيل المجلس والمرتبطين بأجندة ومهام قطرية، في أن يروجوا لكل كذبة، ويصوروها كفشل أو شقاق واقع، عملاً بالمقولة: (اكذب حتى يصدقك الآخرون)، وهذا ليس كل ما يفرزه تحالف الحوثي والذين فقدوا مصالحهم من إخونج اليمن، فالأكاذيب والتلفيقات والتشويه ومحاولات خلق صدع وخلاف ما هو إلا خطوة واحدة في ملف ثقيل تلعبه الجماعتان (جماعة الحوثي، والإخوان) وكلفتا بتنفيذه بأوامر إقليمية معروفة، ولعل أبرز ما كلفا به هو إحداث حالة من الرعب والاختلال الأمني، خصوصا في العاصمة عدن وما جاورها من المحافظات، وهذا ما تم ويتم فعلاً.
لا يتورع الحوثي في حربه ضد اليمنيين، وعمالة الإخوان أيضاً في ارتكاب كل جريمة من شأنها هز ثقة الشعب وتطلعاته المتفائلة من قبل مجلس القيادة، كما لن يألو جهدا في إفشال المجلس الانتقالي الجنوبي وألوية الحزام الأمني وغيرها من التشكيلات التي كسرت الحوثي والإخوان، وأفشلوا مخططاتهم السوداء تجاه الجنوب، مستعينين في سبيل ذلك بما يسمى تنظيم القاعدة، وافتعال التفجيرات الإرهابية التي طالت المواطنين والصحفيين والقيادات الأمنية والعسكرية، محاولين بعث رسالة للداخل والخارج يظهرون فيها عجز الحكومة.
ولن تتوقف محاولات الحوثي والإخوان وكل من له حساب يريد تصفيته في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية، فالاعداء كثر، والناقمون وفاقدو سلطتهم ونفوذهم في المحافظات الشمالية الحالمون باستعادتها في محافظات الجنوب، ليشكل جميعهم حلفا مصلحيا انتقاميا سيئا برعاية عُمانية قطرية إيرانية، يحاولون من خلاله إفشال كل قيادة وطنية مؤمنة بمبادئها وقيمها التي حتماً لا تلتقي مع الانتهازيين والوصوليين.
وما دام الحوثي يسيطر على الدولة وأجهزتها الصلبة، والاتصالات سيبقى هو العين التي ترصد كل حر، وتحدد مكان كل مقاوم، وتستهدفه أو توعز لحليفها الإصلاحي بأن يوجه ذراعه العسكري السري -القاعدة- في استهداف من أرادوا وتبقى التهمة معلقة على شماعة الإرهاب القاعدي.