التفاضلية والتفاخر الجماعي، باسم القبيلة والعائلة كانت محوراً تنظيمياً في حياة المجتمعات ما قبل الدول الوطنية.
كانت عبارة عن توزيع المهام والوظائف والقدرات والمواصفات..
أن تأتي حركات إرهابية مسلحة اليوم، وتتغطى بشعار تفاضلي، كما فعلت داعش في العراق بالبغدادي ويفعل الحوثي في شمال اليمن بالحوثي، يغطون سلطتهم العارية من كل مصدر للشرعية، بالعودة لمعيار تفاضل انتهى زمانه ومكانه.
سقطت داعش بحرب دولية وبرفض اجتماعي عراقي، ويعاني الحوثة اليوم من هذا المأزق الذي لبسوه، لم يكن في بال داعمهم الإيراني موضوع بناء دولة لهم، فحاجتهم تقتصر على بناء نفوذ معطل يمنياً ومهدد للسعودية، وهذا لا يحتاج مشروعاً وطنياً يمنياً.
كما أن دولة الولاية لن تستوعب اليمنيين جميعاً، ويجب تشطير هذه البلاد وفصل شمالها بمعتقد تفضيلي اجتماعي يتجاوز الحاضر ويعود إلى زمن لم يعد لقيمه وجود اليوم.
وبقدر ما يهدد هذا اليمن واليمنيين، فإنه يحمل بذور فنائه داخله.
فالتفاضل يبقي أدعياءه محاصرين في حدود ادعائهم ويجعلهم هدفاً مشروعاً لخصومهم الذين ينتمون لقيم الزمان والمكان.