محمد العلائي
"الحوثية" والإجهاز على ما تبقى من بُنى الدولة
ما نشاهده اليوم في صنعاء قد يكون الفصل الأخير من الصراع الذي تخوضه الجماعة (الحوثية) على مراحل مع ما تبقى من بُنى الدولة وتقاليدها ونظمها وتشكيلاتها المدنية والعسكرية والأمنية.
يريدون التخفف نهائياً من كل قيد، أو بالأصح من كل ما يظنونه قيداً.
يستفزهم بقاء أي قطعة من الجسم الإداري والتنظيمي للدولة القديمة غير مصبوغة بلونهم، رغم اصطباغ كل شيء تقريباً بلونهم بحكم الواقع.
لكن مجرد كون بعض التقاليد والتشريعات والهياكل والمسميات رواسب تنتمي إلى عصر لم يكونوا طرفاً فاعلاً فيه، يجعلها مصدر إزعاج وقلق.
أو هكذا يوحي لهم سفهاء الأحلام.
حتى القضاء اخترقوه، وصبغوه بلونهم، ومع ذلك ليسوا مطمئنين له.
يريدون تكوين هيكل قضائي تابع لهم مصنوع بالكامل من مادة خالصة لا تشوبها شائبة.. (وهذا ما أفصحت عنه تغريدة لـ حسين العزي).
لغة الدولة نفسها يشعرون بالغربة عنها، بديهياتها المؤسِّسة تضرب بجذورها في ماض يقفون منه موقف الخصام العميق: خصوصاً ثورة 26 سبتمبر.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك