محمد العلائي
دولة "صالح" و"البراجماتية النفعية" لخصومه
أستطيع أن أفهم الشخص الذي كان موالياً للدولة والنظام في زمن الرئيس صالح دون أن يضع شروط أخلاقية ووطنية مثالية، بل كان يفعل ذلك لمجرد كون تلك الدولة والنظام واقعا قائما ومتاحا.
عندما أرى هذا الشخص اليوم في موقف موالٍ ومتحمس لإحدى سلطات الأمر الواقع في صنعاء أو عدن أو الرياض أو أي مكان، أفهمه، وأعرف أنه ربما ذو طبيعة تسمَّى "براجماتية"، بالمعنى المحايد أخلاقياً لهذه الكلمة.
ما لا أفهمه أبداً هو الشخص الذي كان شديد التطلب والمثالية الثورية في رفضه لنظام صالح باسم مبادىء ومعايير دقيقة وأحلام وردية، ثم تجده اليوم يدافع بمنطق "الواقعية" و"الإمكان" عن موالاته لإحدى سلطات الأمر الواقع في صنعاء أو عدن أو الرياض أو أي مكان!
وهي سلطات وأوضاع لا تحقق حتى أدنى شرط من الشروط والمعايير الأخلاقية والدستورية والوطنية التي كانت متوفرة في دولة ونظام صالح التي -رغم ذلك- لم تكن ترضي تطلعات هذا الشخص ومعاييره..!
الغريب أن هذا الشخص نفسه أصبح اليوم واقعياً براجماتياً خالصاً دون أن يكلف نفسه عناء التوضيح أو الشرح.
والأغرب أنه، رغم واقعيته ونفعيته الراهنة، لا يزال صارماً ومثالياً ومتطلباً وثورياً في تقييمه وموقفه السابق من نظام ودولة صالح التي لم يعد لها وجود إلا شظايا متناثرة هنا وهناك!
كنا سنفهمه لو أنه مثلما أصبح واقعياً ومتواضعاً في موقفه اليوم، يعيد النظر في تقييمه وموقفه تجاه مرحلة لا تزال هي الأفضل بكل المقاييس حتى الآن.
لا أقصد شخصا بعينه بالطبع، بل صنف من اليمنيين موزّعين بين أطراف الصراع المختلفة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك