جميع الناس يعرفون هذا، "21 سبتمبر" لم تكن ثورة، بقدر ما كانت غنيمة.
دولة متروكة بلا سلطة، فرصة أنتجتها صراعات سياسية معقدة، دولة أسقطوها بتحالفات وخيانات ومن ثم تركوها مهيأة لمن يفترسها أولًا.
هذا لا يحدث مرتين عبر التاريخ، لكنه ما جرى في صنعاء يومها، الذين تآمروا على الدولة وأسقطوها، جعلوها غنيمة سهلة لمجموعة مغامرين أخذوها وسيطروا عليها بطريقة أبسط من الخيال.
معنى الثورة أكبر بكثير مما جرى في 21 سبتمبر، حتى أن معنى الانقلاب أكبر وأكثر قوة ومكانة مما جرى يومها.
لهذا فالغنيمة لا تكون ثورة، والانقلاب لا يقوم به الضعيف أو البعيد كليًا عن مركز السلطة!
لا ثورة الاّ ثورة 26 سبتمبر، ولا دولة الاّ جمهورية الشعب والوطن، ولا مستقبل الاّ ما يريده الشعب بكافة أطيافه وتكويناته وألوانه، ولا شرعية إلاّ شرعية الصندوق والانتخابات.
* * *
الثورات الحقيقية تتحول إلى خدمات وحريات ورواتب وتنمية وبنى تحتية واحتفالات عارمة بالرخاء والاستقرار.
والغنائم السلطوية المفاجئة تتحول إلى محاولات متعمدة للاجتثاث والتوطين، وتغيير الأفكار والمناهج والعادات، واحتكار الموارد والغنائم وزيادة الضرائب وافتعال الخوف وتهديد الساكنين.
الثورة تعيد المواطنين وتؤمن الخائفين وتزيل اليأس والتجهيل، والغنائم تطرد الشعب وتلاحق البشر وتدفع الشباب إلى الرحيل.
الثورة كالضوء في حياة الشعوب، بينما الغنائم السلطوية كالظلام المطبق والمخيف.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك