أشد ثوار "26 سبتمبر" ثورية كانوا هم الذين هبُّوا ضد نظام "بيت حميد الدين" ليس بوصفه حُكماً مَلَكياً، بل أيضاً، ومن باب أولى، بوصفه حُكماً إمامياً بمضمون ديني قائم على دعوى "الحق الإلهي" بموجب النسب "الشريف".
نقول هذا لأن هناك فئة من الناس كانت في ذلك الوقت تعيب على حكم بيت حميد الدين فقط تلك المسحة الملوكية الطفيفة التي حاول أن يكتسبها على استحياء في سنواته الأخيرة.
أي أنهم باسم النظرية الزيدية المعيارية، كانوا يعيبون على ذلك النظام المتخلّف أرقى ما فيه.
وانطلاقاً من هذه الخلفية، ربما سارع بعض أو كثير من هؤلاء المنافسين والحُسَّاد، لا سيما في "حوزات" ومعاقل المذهب الزيدي في صعدة، إلى مباركة الإطاحة بالعرش "الملكي" لبيت حميد الدين، وليس مباركة الثورة على فكرة "الإمامة" ذاتها.
أما الثوار الحقيقيون، والجمهوريون الحقيقيون،
فقد أعلنوها عبر راديو صنعاء صبيحة 27 سبتمبر 1962 "لا نريد بعد اليوم لا إماماً ولا ملكاً"، كما نقلت الباحثة الروسية إيلينا جولوبوفسكايا عن تقرير إخباري أعدته صحيفة اللوموند الفرنسية في تعليقها على الثورة في اليمن.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك