مشكلة تعز أنها ليست لطرف واحد، أحزاب وجماعات وثوريين، وكل جهة لها تعزيتها الخاصة.
وقد استحسنت تعليق أحدهم على منشوري أن تعز كوفة اليمن.. وودتت الشرح.
هو لا يقلل من تعز ولا أنا أفعل بل قال وأقول الحقيقة.. كانت الكوفة مهد الثقافة الإسلامية وموطن العلماء والمثقفين الجدد في القرن الإسلامي الأول وكانت القبائل هناك خليطا من العرب أجمع، الأزدي والحميري والتميمي والمولى ومن لخم وجذام ولكل قبيلة عربية خطة من خطط المدينة..
وكانت الكوفة مهداً لكل الجماعات، تجد فيها شيعة علي، والخوارج، وأتباع المختار الثقفي، وأنصار ابن الزبير وكذلك قوة المهلب بن أبي صفرة.
وفيها أنصار الأموي، والعلماء الذين مع خلافة ابن الزبير والذين مع خلافة ابن مروان، والذين يبايعون الأزارقة.
وهذا الخليط الذي يمتد من الكوفة إلى البصرة جعل من العراق ملاذاً للقلاقل والفتن والمعارك والحروب بين المسلمين.
كل طرف كان يمهد العراق وكل طرف كان يخسر العراق، وللكلمة في العراق فعل، فالذين بايعوا الحسين باعوه لابن زياد والذين بايعوا ابن الزبير باعوا مصعبا لعبدالملك بن مروان، والذين بايعوا المختار خذلوه، والذين خرجوا مع المهلب إلى الأهواز تركوه للعدو، والذين تركوا من قبل المختار الثقفي كانوا قد تركوا ابن أبي طالب.
فهناك حيث تتدافع الأفكار تتصارع الرؤى، والكلمة تمحوها الكلمة والسيف يهزمه السيف. والخليط بين كل العرب هو الضعف بقدر ما هو القوة.
فإن كسبت يمنا خسرت تميما، وإن كسبت تميما خسرت الأزد، وإن كسبت إلى صفك لخما وجذامَ خسرت بني عامر.
وهذا المشكل الذي أعيا علي بن أبي طالب وابن الزبير وابن مروان ولم تصلح العراق إلا بطاغية.. أحب الحجاج.
كان الكوفي كثير القول وقليل الفعل، إن تولى عليهم أحد طردوه، فكان الحجاج الذي أرهب الكوفة، وأدمى البصرة وأسال دم العراق وأخمد بهم حرارة الرفض.
لا أطالب لتعز بطاغية.. تعز المقسمة بين الجميع، هي فقط تحتاج لمن يلجمها، ولمن يستطيع أن يوجه هذه الحرارة والحيوية جهة العدو، جهة الكهنة.
فالحجاج عندما أراد ذلك بالكوفة وجه القادر على حمل السلاح لحرب الخوارج ومن تخلف منهم قتله، وبهذا نجح.
تشتهر خطب الحجاج، وهو أرهبهم بالقول يلحقه الفعل، وتحتاج المدينة لصنديد يمهد تعز بقول يلحقه العمل، وإلا ستبقى هذه المدينة الفاصلة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب موطن فشل، وسيفشل بفشلها الجميع، كما كانت الكوفة واسطة بين الحجاز والشام وفارس، ولم يتمهد الشرق إلا بهدوء العراق أثناء الحجاج.
مشكلة تعز أن للمؤتمر حصة وللإصلاح حصة وللحراس حصة وللأقلام حصة وللمستقلين حصة وللقبيلة حصة ولقطر حصتها وحصة من لا حصة له.. لكل حزب حصة والذي معك اليوم هو ضدك غداً.
تجهل مع من أنت وهم مع من ومن تخلى وفى ومن وفى تخلى.
وهكذا تحتاج تعز لحجاج آخر يقول كلمته ويتبعها ببندقيته ويوجه هذه الحرارة وجهة العدو وتحرير ما بقي من تعز والسلام.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك