عبدالسلام القيسي
الدولة الوطنية وسجن الولاء والتقديس الجنوني
تحولت الدولة الوطنية إلى سجن، لم يحدث وعاش العالم هذه التجربة المريرة من تسوير الشعوب بالولاء المجنون للمكان.
كان المكان عبارة عن فكرة.. عن منفعة.. وتتساوى سهول العالم في الوجهات الكثيرة والمفيد لك هو وطنك.. إذا عجزت بمكان ما تحمل كل شيء وتمتطي راحلتك وتغادر إلى الشرق أو الغرب.. يمني في الأندلس وأمازيغي في بلاد الغال وعماني في أندونيسيا وشامي في البرازيل.. مصري في القرم.. ألباني في مصر.. كردي في تعز.. وتعزي في أسمرة.. إيطالي في إيران.. وعراقي في كارديف.. هندي في الحجاز.. وهكذا عاشوا.
لم يكن الفرد البشري منتمياً بهذه الشاكلة، فالمكان وسيلة لتحقيق غايته والغاية أخلاقية.. عيش وهدوء.
وتمازجت القوميات والأجناس والألوان واللغات إلى أن ظهرت الدولة الوطنية مطلع القرن المنصرم فأصابت الناس بوباء الانتماء غير المهذب.. التقديس الجنوني، وغير المعقول.
ولو هناك من جريمة حدثت بحق هذا العالم فهي جريمة الولاء الجنوني.. للعموم.. ونسيان الخصوص.. ضياع حق الفرد في سبيل حق الجماعة.. وعجز الإنسان عن مغادرة جذوره وبداياته.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك