تحقيق الإنجازات بالأرقام وليس بتمجيد الذات بالشيلات والقصائد والمُطبلين.
هناك تخلٍ واضح عن مبادئ القيادة الحقة، حل محلها اهتمامات أخرى لا تمت للقيادة بأي صلة، بحيث أصبح لكل قائد موقع أو قطاع أو كتيبة عشرات الشيلات والأهازيج والـزوامل والقصائد التمجيدية التي يتم ذكره فيها بالاسم واللقب وأكثر من مرة وفي أغلب أبياتها.
قد يكون هذا مقبولا نوعاً ما إذا ما كانت هذه المواد مُقدمة للقائد -مكتوبة أو مقروءة- من بعض مرؤسيه ودون تكلف، وبشرط أن لا تحتوي على تطبيل لا يستحقه القائد، أو تُقدم بغرض الحصول على مصلحةٍ ما.
لكن الخطير في الموضوع وفي المرحلة الراهنة تحديداً، أن هذا الأسلوب بات بمثابة المهمة الرئيسية التي ينصب عليها اهتمام القادة، ويصرفون لأجل ذلك مبالغ ضخمة، معتقدين أن هذه المواد لها دور كبير في تعزيز قيمتهم وكاريزماهم، سواءً أمام القيادة العليا أو أمام مرؤوسيهم.
ولهذا السبب أصبح الشعراء والفنانون يحظون باهتمام كبير من القيادات في المرحلة الراهنة أكثر من المستشارين والخبراء المتخصصين والمؤهلين والأكفّاء والذين يمكن للقيادات أن يحققوا الاستفادة الحقيقية منهم لتعزيز فاعليتهم القيادية والميدانية.
المؤسف أن القصيدة أو الزامل يحظى باهتمام كبير من بعض القادة أفضل من اهتمامهم بمشروع أو خطة يقدمها لهم أي خبير أو متخصص، وأغلبها مشاريع وخطط ودراسات لها قيمة عملية كبيرة إذا ما تم بحثها وتطبيقها على الواقع العملي والميداني، وقُدمت لهم دون أي مُقابل، ولا هدف لصاحبها إلا الارتقاء بالأداء النوعي والمهني.
المؤسف أكثر أن تجد أن هناك فجوة كبيرة بين ما تحتويه بعض الخطط والمشاريع وبين مدى فهم واستيعاب القائد أو المسؤول لها، وإن حاول التعاطي معها إيجابياً يجد نفسه عاجزاً عن تفسير محتواها أو فهم بعض خطواتها بطريقته الخاصة ووفق قدراته العلمية المتواضعة، وهو ما يجعل من تطبيقها في هذه الحالة عديم الجدوى، ولا تحقق الهدف الذي وضعت من أجله ضمن مشروع مُترابط ومُتكامل.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك