حسين الوادعي

حسين الوادعي

تابعنى على

العلمانية والديموقراطية تمنعان الاستبدادين الديني والسياسي

Friday 17 February 2023 الساعة 08:04 am

الدرس الذهبي الذي تعلمته البشرية، أن الخلط بين السلطتين الدينية والسياسية خطأ قاتل يشعل الفتن والحرائق المذهبية ويصادر الفكر الحر ويقيد حرية الناس حتى في أدق تفاصيل الحياة الشخصية.

تخوض “السلطتان” الحرب اليوم بأسلحتهما الناعمة والخشنة.

 فقد رفعت البيروقراطية العسكرية والملكية شعاري “محاربة التطرف وتجديد الخطاب الديني” لمواجهة الخصم الديني، في حين رفع الإسلاميون شعارات “الحرية والدولة المدنية” في مواجهة الأنظمة التسلطية القائمة.

لكنها شعارات زائفة تخفي الحلول الحقيقية لمواجهة الاستبدادين.

 فالشعار الحقيقي لمواجهة الاستبداد الديني هو “العلمانية” وليس تجديد الخطاب الديني أو محاربة الإرهاب.

 والشعار الحقيقي لمواجهة الاستبداد السياسي هو “الديموقراطية” وليس الحرية أو الدولة المدنية، بخاصة أن الإسلاميين يفهمون الدولة المدنية بأنها الدولة التي يحكمها “مدنيون” ولو حتى تحت شعار الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة!

إن ثنائية العلمانية لمواجهة الاستبداد الديني، والديموقراطية لمواجهة الاستبداد السياسي تتبلور ببطء ضمن تيارات فرعية قد لا تكون لها السيطرة على الشارع اليوم، لكن أحد دروس "الربيع العربي" أنه لا يمكن الاستغناء عن إحداهما مقابل أخرى.

فديموقراطية من دون علمانية تعني سيطرة الاستبداد الديني على الحكم حتى من طريق الانتخابات، وعلمانية من دون ديموقراطية تعني استمرار الاستبداد السياسي في طريق الهاوية.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك