في مارس ولدت البلاد..
ما أكثر الحكام في كل بلاد وما أقل الزعماء.
طف حول العالم بمئة كتاب وستقرأ عن آلاف الحكام ولكنك لن تجد في كل بلد أكثر من زعيم واحد أو اثنين.
الزعامات قليلة عبر التاريخ، والتاريخ يدون الأسماء كلها بقلم وبقلم لوحده يدون سيرة العظام الذين أحدثوا تغييراً جذرياً في الحياة.
الذين أحدثوا شيئاً مختلفاً يخرق العادة والذين أتوا من الصفر وتكاثرت، بهم، الأرقام.
لذا وأنت تقرأ سيرة كل بلاد تعلق في مخيلتك حكاية واحدة.
حكاية رجل واحد.
حكاية شخص واحد كان رب التحولات الكبيرة.
وأنت في دمشق تدرك من هو رب التحول الحقيقي ويظهر لك "معاوية" ملوحاً بيده؛ يظهر لك "المنصور" في بغداد شامخاً بتحوله الكبير.
و"الداخل" يظهر لك من قرطبة كما يظهر لك "الناصر" وكما يلوح لك "ابن أبي عامر" من خلف جبال "البشكنش" هازئاً من التاريخ والجغرافيا والعهد الواسط كان هناك أرباب للتحولات.
"صلاح الكردي".. "قطز".. "بيبرس".. ولنمد الصلة إلى الجانب الآخر في العالم.
يلوح لك "المقدوني" ويلوح لك "يوليوس قيصر" و"نابليون" و"روزفلت" و"ماي تسي تونغ"
و"كينغ" و"لينكولن".
ولا ننسى "عبدالناصر" وأمثاله.. زعماء قادوا التغيير.. والتغيير هو المحك لتصبح زعيماً ذا صيت.
لست مجرد حاكم.. أنت زعيم وهذه لا تعني الحكم والسلطة.
كم الذين حكموا فرنسا ونعرف فقط "نابليون"؟
ولهذه وبهذه يكون علي عبدالله صالح، ليس مجرد حاكم، وسينسى التاريخ كل حكام هذه البلاد ولن يبقى في العوالي إلا "صالح".
تتفق معه أو تختلف، لا أحد يمكنه أن يتزعم هذه البلاد بوصفه الحاكم، فالحكم ليس الزعامة، وحده يتربع عرش الزعامة.
"صالح" هو الميلاد الأول لهذه البلاد ولم تولد هذه البلاد إلا بحكمه فتوحدت هي وتسامت هي وقاد التغيير الحقيقي للجماهير.
فقط "صالح" سيبقى حياً..
وقد بقى وذهب الذين من قبله وسيذهب كل من بعده وسيبقى هو زاهياً بعالم التفوق يحكي سيرة ومسيرة التوفز والتحولات.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك