أكثر منطقة على مستوى اليمن شمالاً وجنوباً تعرضت للإهانة من قبل مليشيا الحوثي هي المناطق الوسطى في أبين.
وتجلى ذلك من خلال قيام جماعة الحوثي الإرهابية إهانة الرئيس الأبيني "عبدربه منصور هادي" رمز الدولة وقتها، في منزله بصنعاء، لم يحترموا مكانته الدستورية ولا كبر سنه ولا جنوبيته، حاصروا منزله، وضربوه أمام أولاده وقتلوا أكثر من 15 من أفراد عائلته.
ولم يكتفوا بذلك لحقوه إلى عدن عقب فراره واتهموه هو وجماعته بأنهم دواعش وإرهابيون.
لم تكن بينهم معركة وقتها، بل في عهده وصلوا إلى صنعاء وانقلبوا على الدولة وبدل ما يشكروه أهانوه!
أسروا شقيقه ومعه ابن أبين فيصل رجب وأخفوهما لمدة 8 سنوات، منعوهما حتى من التواصل مع أولادهما، أسروا "ناصر منصور هادي" وهو بكامل صحته وخرج وهو هيكل عظمي، "هل يوجد إهانة أكثر من هذه".
وضعت مليشيا الحوثي شرط عزل الرئيس هادي للدخول في عملية سلام مع باقي الأطراف، ولم تحترم الإجماع الذي كان يحظى به الرئيس هادي وقتها.
وفي هذا الوقت خرجت مسيرات في عدن رافضة إقالة هادي أو سحب صلاحياته لنائبه وكلنا يذكر من أخرج هذه المظاهرات في عدن عندما كان عيدروس الزبيدي محافظاً لها.
اغتال الحوثيون أحد أبرز القيادات العسكرية الأبينية وهو القائد البطل علي ناصر هادي، كما تسببوا في مقتل المئات من أبرز القيادات والشخصيات التي تنتمي إلى محافظة أبين.
أرسل الحوثيون صواريخهم إلى المعسكرات في مأرب وأبين وحصدت عشرات الشهداء من أبناء محافظة أبين.
سجلت أبين بطولات حاسمة بقياداتها السلفية والحراكية ضد مليشيا الحوثي، واستشهد المئات من أبنائها في كل الجبهات دفاعاً عن العقيدة والوطن.
واليوم بعض الأدوات الرخيصة من أبناء أبين يريدون. أن يتاجروا بمعاناة هذه المحافظة والقفز إلى قارب مليشيا الحوثي الإرهابية من خلال محاولة فاشلة لتبييض الوجه القبيح لجماعة الحوثي الإرهابية، ومحاولة إحداث اختراق عسكري وسياسي في المحافظة، مستغلين موضوع الأسير البطل فيصل رجب الذي من المتوقع أن يخرج في صفقة تبادل خلال الأيام القادمة.
تابعوا صفحاتهم ومنشوراتهم ستجدون أنهم مرتزقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأنهم فقط يبحثون عن مصالحهم لا عن كرامة أبين المهدورة أصلاً على أيديهم.
ليتهم يتعلمون من دروس الماضي والحاضر وأن المناطق الوسطى في أبين موقعها وسندها الجنوب وليس صنعاء، وأن صنعاء تستغلهم دائماً وأبداً ضد الجنوب، وتأكلهم لحم وترميهم عظم.
لكن الشوية المرتزقة المتحدثين باسم أبين لا يهمهم كل ذلك بقدر ما يهمهم مصالحهم الشخصية فقط.
هناك نخبة شابة من أبناء أبين يجب الدفع بها، ويجب أن تتصدر المشهد السياسي، بدل أن يستمر مجموعة من المرتزقة في كل المراحل بالحديث باسم أبين لتحقيق مكاسب شخصية لهم، بينما مناطقهم تغرق في الفوضى وانعدام الخدمات وانتشار الجماعات الإرهابية.
للعلم.. الخبث والحقد الحوثي الذي ورثوه من أجدادهم وممن سبقهم في الحكم تجاه الجنوب ظهر خلال مشاورات تبادل الأسرى الأخيرة، حيث رفضوا الإفراج عن شقيق هادي إلا بالإفراج عن أسراهم في الضالع، متوقعين رفض أبناء الضالع، ولكن خابت مساعيهم، حيث بادرت قوات الحزام الأمني والمقاومة في الضالع إلى الإفراج عن أكثر من 50 أسيرا حوثيا مقابل الإفراج عن شقيق هادي.
وعندما شعرت المليشيا الحوثية أنها فشلت في إثارة الفتنة المناطقية من خلال شقيق هادي، رفضت رفضا قاطعا الإفراج عن فيصل رجب، وبدأت تحرك أدواتها الرخيصة لمحاولة تحقيق اختراق سياسي في أبين ضد الجنوب، ولكنها ستفشل هي وأدواتها.
اللواء فيصل رجب أسير حرب لا تحرمونه من شرف الخروج ضمن صفقة تبادل أسرى ليكمل بها تاريخه المشرف.
وحذارِ من استغلاله لتوجيه طعنات للجنوب لن يكون لها أي أثر غير حرمان اللواء فيصل رجب من هذا الشرف.
ستظل أبين شامخة برجالها وتضحياتها وعلى يقين أنها ستفرز قيادة وطنية شابة جديدة قادرة على تصدر المشهد السياسي والتنموي مجدداً.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك