خالد سلمان
تحولات الجنوب وتحرير الدولة المختطفة شمالاً
تكريس كل الجهود والمنابر لمهاجمة القضية الجنوبية في هذا التوقيت، لا تحرير الدولة المختطفة وإسقاط نظام الحوثي، هو كمن يضع العربة أمام الحصان.
الجنوب بتحولاته المتسارعة بمشروعه السياسي التعددي، بخطابه المدني ورفضه العنف وتديين السياسة، وإقرار التبادل السلمي للسلطة هو عمق للشمال الذي ينبغي أن يفتح حواراً موازياً بين قواه المتباعدة، للتوافق على خارطة طريق للخلاص من الحوثي فكراً وسلطة وأطماعاً توسعية.
إحداث مناقلة في ترتيب الأولويات لدى عديد القوى المحسوبة على الشرعية، بجعل الجنوب عدواً والحوثي شريكاً محتملاً، يخلط الأوراق وينسف ما بقي من تقارب بين قوى الشمال والجنوب من أجل صياغة ملامح غد مشترك.
ليس صحيحاً وضع الجنوب في مواجهة الشمال، وفبركة حالة صراعية بينهما لا ينهض أحدهما دون إلغاء وتدمير الآخر، الطبيعي أن وحدة وتماسك الجنوب يرمي بإيجابية ظلاله على المسرح السياسي في عموم اليمن، ويشكل حاضنة لدفع التحولات الإيجابية خطوة إلى الأمام لا إلى الخلف، كما تصور بعض الأقلام مخرجات الحوار في الجنوب.
القضية الأساس ليس الشحن العاطفي السياسي القبلي المذهبي ضد وحدة الصف الجنوبي، والمدى الذي يريد أن يصل إليه، بل كيفية مواجهة هؤلاء المستنفرين ضد الجنوب، الحوثي، تقليم أظافره والحد من تضخم قوته، وتدميره لحاضر ومستقبل الشمال وبالنتيجة كل اليمن.
مرة ثانية في مساحة ما من الجغرافيا اليمنية هناك قوة مذهبية اختطفت عاصمة دولة وألغت الجميع، هذه المساحة هي الشمال المحتل وليست عدن المحررة.
لا معنى للتحشيد ورفع شعار تحرير المحرر والجنوب خنجر ظهر يعطل خطة دحر الانقلاب، وما إلى ذلك من تلك اللغة المخاتلة بوجهتها الخاطئة، من يرفع مثل هكذا شعار هو وجه الحوثي الآخر حتى وإن لبس رداء الشرعية.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك