وليد مكرد

وليد مكرد

تابعنى على

المخا وسحابة الدخان العابر

Sunday 28 May 2023 الساعة 03:53 pm

ما عرفه الناس عن الساحل الغربي أنه مشبع بالهدوء والاستقرار والسكينة ونادرا حدوث الانتهاكات فيه، ربما لسنوات لم تقيد فيه حوادث انتهاك وبطش وظلم وتجبر كبقية الأماكن التي تمتليء بقضايا الرأي العام التي تؤرق مضاجع الناس ومسامعهم.

حادثة عرضية وفردية لا تعبر بالضرورة عن جهة ما قد يمكن حدوثها في أي مكان استغلت وتحولت لقضية رأي عام مع أنها عادية.. تمثلت في خلاف بين قائد عسكري مع صاحب أحد المطاعم تطور إلى إغلاق المطعم بطريقة مخالفة للقانون.

على الرغم أن صاحب المطعم والقائد العسكري مرجعيتهما القبلية واحدة وشيخهم واحد وبينهم علاقات واسعة، مديرية واحدة، ولم يأت من ذمار أو صنعاء وبينهم تعامل وتبادل المصالح وأخذ وعطاء تجاوزت الديون فيما بينهما عشرة ملايين ريال وليس كما يسوق البعض على قيمة الغداء وأثبت ذلك احتكام الطرفين لشيخ البلاد حقهم.

وكون الساحل الغربي فيه متنفس للحرية والأجواء الديمقراطية أخذت الحادثة تكبر شياً فشياً ليس من باب التعصب القبلي، ولكن لما يتمتع به المكان من بيئة خصبة للاستثمار وحرص التجار على روؤس أموالهم وخوفهم من أن تتكرر مثل هذه الحوادث وتؤثر على النشاط والحركة التجارية ومستقبلها... باشروا بالدعوة إلى إضراب شامل كي يلفتوا الانتباه وليضعوا حدا لمثل تلك التصرفات.

الساحل الغربي يجزم الجميع أنه أنموذج لتواجد الدولة ويشهد بذلك الخصوم قبل الأصدقاء وأكثر الأماكن تنميةً وخدمة.. هناك حرص شديد وملموس من قيادة المقاومة الوطنية وبشراكة السلطة المحلية وكل المعطيات على الأرض تؤكد حميمية العلاقه مع المواطنين، ولا يوجد تذمر أو رفض يمكن أن يقال إنه يتسبب برفض شعبي كما يروج.

الإعلام هو من عمل من الحبة قبة، أتت هذه الحادثة فرصة ذهبية يمكن استغلالها ضد مقاومة الساحل وحاضنته الشعبية ومحاولة تشويه تلك الرقعة الجغرافية التي جلبت أنظار الناس وأفئدتهم.

وكونها الفرصة الوحيدة أخذت كل الأبواق الإعلامية في العزف على أوتار اعتداء على صاحب مطعم مع أن هناك انتهاكات لا تحصى في مناطق سيطرة الحوثيين أو خارجها تدمي الفؤاد وتصيبك بالتبلد من جور الظلم والتسلط والجبايات والنهب اللامتناهي لهوامير الفساد وتجار الحروب غاب عنها ذلك الضجيج الإعلامي واتجه إلى فسيفسة مطعم الراسني..!