جلال محمد
المواطن اليمني.. بين سندان الحوثي ومطرقة خلافات الشرعية
لم تكتف الأطراف المناهضة للحوثي بصراعاتها الحزبية والسياسية التي اودت بها وبالشعب الى هذا الحال المزري من الشتات والموت والدمار على يد جماعة الحوثي التي لم تفوت أي فرصة خلاف وشقاق بين مكونات العمل السياسي والعسكري المناهض لها الا واستغلته في بسط نفوذ اكبر واستحواذ أكثر على ما تبقى من اليمن، وكأنه مقدر لهذه الجماعة ان تصعد جراء انشغال المناهضين لها بخلافات شخصية وحزبية ومناطقية، بل وصل حال الخلافات بين تلك المكونات الى حد يتساوون فيه مع ما يفعله الحوثي بحق الشعب اليمني عموماً.
معاناة شعبنا لم تقتصر فقط على الموت قتلاً جراء رصاص وقذائف والغام الحوثيين، بل أصبح الموت نتيجة ذلك اشبه بمخرج سريع من حياة البؤس والموت البطيئ الذي تتسبب فيه المعاناة الاقتصادية والمعيشية التي يكابدها بسبب تدهور العملة الوطنية والتي تغتال المواطن كل يوم وكل ساعة، وللأسف تسهم خلافات البيت الشرعي (مجلس الرئاسة والحكومة) بصورة كبيرة جداً في خلق هذه المعاناة، وهذا ليس رجماً بالغيب بل حقيقة افصح عنها محافظ البنك المركزي في العاصمة عدن في لقائه الأخير مع الفضائية اليمنية، والذي أكد فيها بأن خلافات الحكومة والمجلس الرئاسي تتسبب في تدهور الصرف والانهيار الاقتصادي، وهو ما ينعكس بصورة مباشرة على قدرات الدولة، وبصورة أكبر وأبشع على المواطن الذي بات يتجرع العذابات اشكالاً والوانا، على يد العصابة الحوثية، وجراء الخلافات والمصالح الشخصية والتخندق السيئ لاطراف الشرعية كل خلف اجندته ومصالحه الحزبية والشخصية والفئوية.