محمد العلائي
ماضينا القريب وحاضرنا المزري.. لا وجه للمقارنة
قبل سنوات الانهيار والحرب، كان السائد قياس الأحوال في الداخل اليمني بالأحوال في الخارج، لا سيما أحوال البلدان المتحضرة، فتبدو أحوالنا بالقياس إليها غاية في السوء والقتامة.
هذه الطريقة في القياس كانت هي الأداة الأكثر فعالية لإثارة أقوى مشاعر السخط والتبرم الشعبي.
وهي أداة تغري دائماً أي معارضة بالاعتماد عليها كل الاعتماد في خطابها الدعائي ونشاطها ضد الممسكين بزمام الوضع القائم.
أما قياس أحوال البلد في تلك الحقبة بأحواله في الحقب السابقة، فنتائجه حينها تخدم خطاب السلطة الحاكمة لا المعارضة.
فـ "الحاضر" في ذلك الحين لا شك كان متوهجاً إذا ما قُورِن بما كانت عليه البلاد قبل تلك الحقبة من جميع النواحي.
والآن بأي مقياس يجب أن ننظر إلى الأحوال في عموم البلاد؟
وما النتائج التي سننتهي إليها؟
الأحوال مزرية وفظيعة، تبعث على الضيق والاختناق، سواء حكمنا عليها بالقياس إلى ما كان بالأمس [هنا] في هذه الرقعة من العالم (ماضينا القريب في مقابل حاضرنا)، أو بالقياس إلى ما هو كائن اليوم [هناك] في معظم بُلدان العالم الخارجي، المتحضر منها والنامي والغني والفقير على حدٍّ سواء.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك