مهاد..
منذ زمن أصبحت مساجد اليمن أدوات للسيطرة على العقل والوجدان الجمعي العام، وأصبح ضررها يتنامى مع غفلة من الجهات في اختيار من تسلم لهم هذه الأعمال من ذوي العلم والخبرة والسلوك السوي، وانجرف معهم تيار في الإعلام وفي الشارع يرددون كالبغبغاوات ما تنضح به هذه المنابر من أحقاد تزرع في عمق المجتمع وتشوش على فهمه وتحبط مسار مدنيته.
وما تتعرض له جامعة تعز منذ سنوات حتى الحملة الأخيرة مثال واضح، أن هناك طغمة من المتطرفين يسيطرون على الفضاء العام في تعز.
المبتدأ..
عندما تحول خطبة الجمعة ومنابر الدعوة إلى مكان للتربص والتحرش وإصدار أحكام وفتاوى حول مركز دراسات أو منهج الجامعة أو عملها الأكاديمي والثقافي وتتحول هذه المنابر إلى أماكن لإصدار توجيهات عنف وإرهاب فإن هذه المنابر قطعا بحاجة إلى إصلاح أو إغلاق لأنها أصبحت مصدر فتنة والفتنة مقدمة القتل والدم.
الخبر..
هناك. صراخ لا سبب له غير دوافع سياسية ومحاولة افتعال معارك وسيطرة على الجامعة عبر الترهيب ورغبة مزمنة في استعراض العضلات الدينية، وتحويل الدين إلى أداة تحكم أو قهر أو قمع أو مزاد سياسي أو بورصة مكاسب.
الجملة..
التيار المتطرف يستهدف جامعة تعز كونها آخر معاقل التنوير والمدنية في تعز بعد أن أمموا كل المنابر الأخرى.
حاولوا اغتيال رئيس الجامعة وطردوا عددا من إساتذتها وأرهبوا آخرين وغيروا البعض عبر لوبياتهم في الشرعية، ولم يكتفوا بذلك ففي كل عام يخترعون معركة وهمية وينصبون أنفسهم شرطة دينية ودفاعا موهوما عن الله..!!
إن ميكروفونات المنابر عندما تسلم إلى هؤلاء المعاتيه الذين هم أحوج إلى الذهاب إلى المصحات النفسية ومراكز التهذيب حتى يتخلوا عن لغة التعذيب، وأفكار التفتيت وتشويه الجامعة والمدينة.
السياق..
بات واضحا أن هذه المساجد وما تنشغل به هو لون من ألوان الاعتداء على حريات الناس وسلوكهم الشخصي وقناعاتهم الخاصة ومنابر تقيد الحياة وتثير الضوضاء والصخب وتتحول إلى إزعاج عام.
على سبيل الختم:
مهمة المجلس الرئاسي والحكومة الآن مراجعة ذلك وحماية المجتمع، من مصادر الفتنة وتغيير الخطباء أو إغلاق هذه المنابر وتحويلها إلى مصانع وورش يستفيد منها الشباب ذلك أجدى، أو على الأقل عقلنتها، ذلك أن الخطب الدينية إمّا أن تتحوّل إلى العقلانية، أو يتحوّل العقلاء عنها، ويسعون ويطالبون بمنعها.
وإذا كان هناك من أهمية لمنع التحرش في الشوارع فهي في هذه المنابر أكثر أهمية والكرة في مرمى الرئاسي والحكومة ووزارة أوقافها.