محمد البرعي عضو مجلس النواب (بصنعاء) تحدث يوم (الاثنين) في جلسة رسمية للمجلس أن نسبة خمسة في المائة فقط يداومون ويقومون فعليا بالتدريس.
لا اعلم حقيقة هذا الرقم، ولكن أحد الآباء واسمه عبدالرحمن مطهر جاء في نص منشوره: "الحمد لله على نعمة التعليم في بلادنا.. ابنتي ماريا صف تاسع بمدرسة حكومي درست 3 حصص خلال اسبوعين، ولا الوم المعلمين والمعلمات، فهم ميتين جوع.. المهم اطمأن قلبي على مستوى التعليم".
واستطيع أن أجزم أن هناك خيبة تكبر وتتسع، وإضرابا ورفضا، ولم يعد بالاستطاعة إعادة إنتاج آمال كاذبة سئمها الناس، ووعود من سراب ووهم.
لم يعد ينطلي بعد تكرار ملتها اسماعنا، وأعذار هرمت بعد أن علكناها ثمان سنوات طوال.
اليوم نعيش بؤس مرحلة يتم فيها تدمير التعليم على نحو مستمر، ابتداء من استهداف الراتب والمعلم مرورا بالمدرسة والجامعة والكتاب، وتنتهي إلى مخرجات تقول على التعليم في اليمن السلام.
الفقر يتسع ويتضاعف في ظل غياب وعي سلطات الأمر الواقع، لخطورة ما توغل فيه، بل وتزيد الطين بلة، ويقابل ذلك انعدام الحد الأدنى من الإحساس والشعور بالمسؤولية من قبل تلك السلطات، التي باتت تقتصر في حماية ملكها ومراهنتها واعتمادها الكامل على القوة والغلبة، أو تعويلها على تعويض تظن أنها قادر على انتزاعه من "العدوان" فتأتي النتائج وتتكرر بمزيد من الخيبة والخسران.
عموما اذا استمر تجاهل ما يحدث من إفقار مستمر، وتدمير ممنهج لمبدأ المواطنة، ومعه كل ما له علاقة أو صلة بالدولة والمؤسسات والدستور والقانون، وما يصاحب ذلك من استئثار بالثروة والأموال والموارد، لصالح جماعة أو فئة أو جهة أو منطقة أو نحو ذلك، والتعاطي مع الوطن كغنيمة حرب، كل ذلك بالتأكيد لن يفضي إلا إلى خيبة عريضة، ورفض متنام، ثم إلى تمرد وعصيان مدني ومقاومة مجتمعية وشعبية، وربما يصل الأمر إلى يأس وثورة لا نعرف كيف ستكون؟ ولكن ما اعرفه أن دوام الحال من المحال، والتغيير كما قيل هو الثابت الوحيد.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك