ومن أشكال الانتهازية، انتهازية إدارة الغضب، يصنعون المعاناة وحين ينفجر الشارع يتصدرون الموجة، ويعيدون توجيه غضب الناس صوب خصمهم السياسي، بعيداً عن المسؤول الحصري للمعاناة وصانع الأزمات.
في عدن شارع ساخط غاضب جاهز للانفجار في وجه الجميع، ما لم يتم تأطير وعقلنة هذا الغضب حقوقياً، وتوجيهه نحو حكومة غسلت يديها من ملف الخدمات، بل جعلته وسيلة فساد وتربح وأداة لمناورات سياسية.
خياران أمام الانتقالي:
إما أن ينزل إلى الشارع لقيادة سلمية المطالب خارج عقلية الحرق والتدمير، وإما أن يتحول إلى قامع للشارع نيابة عن الحكومة الفاسدة، وبالتالي يمنح منابر خصومه منصة تدافع كذباً عن الحقوق المدنية وتدين -بعد التضخيم والاستثمار فيه- القمع.
الخيار الأول النزول إلى الشارع والالتصاق بهموم الناس هو الأصوب، فيما الخيار الثاني يعطي الحكومة مكسبين:
أكل الحكومة الثوم بفم الانتقالي، وتحويل الانتقالي، في حال قمعه للتظاهرات، إلى شريك في الدفاع عن مصدر إنتاج المعاناة.
هذا شارعك يحتاج لقيادتك لا للهراوة.
* من صفحة الكاتب على (إكس)