️ يُعد ما بين أيدينا من تراث معرفي -بحُلوه ومرِّه- إرثًا إنسانيًا مُلهِما، تراكمت فيه خلاصة تجارب الأمم وما أنتجت خِبراتُ وعقول السابقين، بكل ما فيه من اختلاف أو قصور (بمعايير عصرنا).
وفي هذا الإطار يمكن التعامل مع التراث بشكل طبيعي؛ فلا ننظر إليه كحالة مقدسة لا يصح مراجعتها أو تجاوزها، ولا كبلاء نحمِّله كل إخفاقاتنا أو سوء فهمنا لمحتواه؛ لأن حاضرنا امتداد لماض فشلنا في تحديثه.
فالذنب ذنبنا نحن، وليس ذنب من اجتهدوا وأبدعوا قبلنا (حسب الحالة الحضارية في أزمنتهم).
* * *
من حق أي إنسان أن يشك في حقيقةِ ما لا يستوعب من الأفكار والنظريات، ويتساءل عن ما لا يقتنع بصوابيَّته من الأحكام والأخبار.. ولكننا ننصحه بعدة أمور منها:
1- لا يتوقف عند الشك؛ بل يستمر في البحث والسؤال، ويشك في صوابية الشبهة الطارئة عليه، كما شك فيما قبلها.
فأكثر الشبهات والاضطرابات المعرفية تأتي بسبب نقص في المعلومات أو قصور في الفهم، حتى وإن بدا لنا غير ذلك.
- لا يظن أنه أول من شك واضطرب، فيبادر إلى تبنِّي الشُّبْهة ويجادل عنها؛ لأنه بذلك سيعتبرها جزءا من شخصيته، ويشعر بأن من يتصدي لها يهدد كيانه وينال من كرامته، فيتحول من باحث عن الحقيقة إلى مجرد متعصب للوهم.
- يدرك أن مجرد إنكاره لِمَا يُثبت الآخرون، ليس علمًا.
فكل واحد منا يمكنه أن ينكر ما لا يستوعب ولا يفهم، وذلك لا يحتاج إلى تأمل ولا عبقرية.
ولهذا يوصف المتعصبون والملحدون بأنهم قوم يجهلون، إذ أن رأس مالهم هو رَدّ ما لا يعرفون، وإنكار مالا تستوعب عقولهم.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك