لؤي ناصر
جنود البحرين.. ضحايا التفاعل الحوثي مع مبادرات السلام
تواصل أداة إيران في اليمن (جماعة الحوثي) أداء دورها التخريبي، الساعي بالأساس إلى جعل حلول الأزمة اليمنية وإحلال السلام مرتبطا بمدى رضا طهران، والجناح المتشدد المرتبط بها داخل جماعة الحوثي، ومدى سطوته المستقبلية على قرار ومستقبل اليمن.
فجماعة الحوثي في مجملها لا تعترف بالسلام ولا وجود له في قاموسها، إلا أن هناك جناحا قد يقبل بنوع من التهدئة والهدنة حتى يتمكن من كسب الوقت والمناورة بصورة أكبر، وبالمقابل هناك جناح لا يرى له أي وجود ومستقبل في ظل التهدئة أو الهدنة ولا يريد مطلقاً أن تتوقف الحرب، كونه سيخسر سطوته وتحكمه وبالطبع هذا الطرف مدعوم من الحرس الثوري الإيراني الذي يسعى لإبقاء اليمن بؤرة صراع مشتعل يتحكم في مصيره وتوجيهه وفق مصلحة الملالي، وفي أحسن الأحوال سيتقبل بتهدئة أو محاصصه تضمن بقاء ذراعه الحوثي متحكماً كما يجري في لبنان وهو النموذج المستحب للنظام في إيران.
ولعل ما حدث من استهداف إرهابي للجنود البحرينيين المرابطين داخل الحدود السعودية ما هو إلا دليل واضح على غدر الجماعة ورفضها لأي مسعى من مساعي التهدئة والسلام، فالجماعة ومنذ إعلان الهدنة في أبريل 2022، لم تلتزم بأغلب ما تم الاتفاق عليه حتى الآن، ولا يخلو يوماً من خروقات حوثية في كل الجبهات من مأرب وحتى الضالع والحديدة وتعز، ومؤخراً ما تم على الحدود.
لطالما نادى شعبنا اليمني وعبر بمختلف الطرق بأن الحوثي ومن يقف وراءه لا يريدون سلاماً بل استسلاماً، ولا يريدون تعايشا بل قتالا مستمرا، ولكن للأسف يصم المجتمع الدولي أذنه ويغلق عينه عن رؤية الحقيقة الماثلة للعيان، وللأسف ليس فقط المجتمع الدولي، بل حتى المحيط الإقليمي والطرف الوطني المناهض للحوثي ومشروعه لا زال يؤمل في استجابة حوثية لنداءات العقل والسلام، ويخادع نفسه بأنه قد تضع الحرب أوزارها باتفاق يقبل فيه الحوثيون بالتعايش السلمي والنظام وسيادة القانون والشراكة السياسية، وهذه أحلام بلهاء إن لم تكن غباء وعجز، ومنحة مجانية للحوثي للانفراد والاستعداد والإعداد لمراحل متتالية من الصراع الدامي ضد كل اليمنيين شمالاً وجنوباً وشرقاً وغربا، ولا شك أن هذا ليس هدفه الوحيد، فالحوثي ووفق تعبئته الثقافية لأتباعه، والتزاماً بالأوامر الآتية من طهران، فهو مكلف بمهمة تحرير مكة والمدينة والمسجد الأقصى، أي أن عداءه لن يستثني من يغازله بالسلام أو من تركوا الساحة له وانشغلوا بالخلافات الحزبية والمناطقية والمصالح الشخصية.