وليد مكرد

وليد مكرد

تابعنى على

اليمن بعد الصومال.. تداعيات خطيرة للقرصنة

Wednesday 22 November 2023 الساعة 02:44 pm

عملية اختطاف سفينة تجارية في المياه الإقليمية للجمهورية اليمنية ليست عملا بطوليا، كما يحاول ان يروج لذلك الإعلام الموالي لمشروع الأطماع الإيرانية في اليمن، خصوصا في ظل ضعف مستوى الوعي بالتداعيات الدولية  الخطيرة للقرصنة.

كما لا يمكن ان يكون ذلك انجازا يمكن ربطه بالتعاطف المحلي والعربي تجاه القضية الفلسطينية.

قرابة خمسين سفينة تجارية هو معدل يومي لمرور السفن عبر هذا الخط الملاحي الدولي، ومعنى "سفينة تجارية" اي خالية من الجنود والأسلحة والحماية الامنية كونها تسلك طريقا ملاحيا ومسارات تنظمها اتفاقيات واعراف دولية وفق قوانين البحار التي صيغت برعاية الأمم المتحدة.

إذا كانت جماعة الحوثي اختطفت سفينة، فإن القراصنة الصومالين اختطفوا 149 سفينة بين العام 2005 و2013 واحتجزوا 3741 شخصاً من طواقم هذه السفن من 125 بلدا، بينما قـُتل ما بين 82 و97 بحارا نتيجة هجمات القراصنة. وفقاً لإحصاءات أصدرها البنك الدولي في نيسان 2013. 

ماذا بعد كل عمليات القرصنة التي شهدها الخط الملاحي على ايادى العصابات الصومالية؟

كانت تلك العمليات مبررا لتواجد قوات شاركت فيها 85 دولة تحت مسمى "الحملة الدولية لمواجهة القرصنة".

  ولم تستبح سواحل الصومال بل أصبحت المنطقة مرتعا لكل الدول الطامعة لتغرس اعلامها وتثبت تواجدها.

بين اليمن المشاطئ للضفة الشرقية لساحل البحر الأحمر، والضفة الغربية المشاطئ للبحر الأحمر والتي تتوزع بين جبيوتي والصومال واريتريا هناك فرق  لا يدركة من ابتلع الطعم ولا من يصفق لمواجهة اسرائيل نصرةً لغزة.

عشرون قاعدة عسكرية في جيبوتي والصومال واريتريا لسبع عشرة دولة ومن ضمنها اسرائيل بينما الساحل الممتد على طول المياه الاقليمية اليمنية لا تتواجد فيه أي قاعدة عسكرية أجنبية.

 رغم سعيهم لإشعال حرب بين اليمن واريتريا عبر احتلال حنيش تجاوزتها القيادة السياسية حينذك بحنكة تلتها محاولات أستهداف "يو اس اس كول"   في محاولة ايجاد مبرر لمواجهة الارهاب وايجاد تواجد دولي في الساحل اليمني لكنها فشلت وبقى اليمن خاليا من التواجد الدولي آمنا في نفسة مؤمنا  لجيرانه وللعالم.

مغامرات جماعة الحوثي القادمة من الكهف عقب انقلابها على مؤسسات الدولة وتحرشها بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية واعلان العداء لبعض الأشقاء خدمة للمشروع الإيراني هو ما قاد اليمن إلى حرب عبثية وادخلها تحت الوصاية الدولية "البند السابع" وكل هذه التبعات بسبب حماقة الجماعة.

عملية التقطع والقرصنة التي نفذها الحوثيون تنفيذا لتوجيهات إيران سيترتب عليها تبعات ستكشفها الأيام قد لا يدركها البعض الآن، لأن الاطماع السياسية لا يظهر خطرها إلا بعد التنفيذ، تبعات لا تحمد عقباها فضلاً عن التبعات الاقتصادية بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين على سفن الشحن التجارية إلى الموانئ اليمنية.

إدارة الدول تحتاج لمؤسسات ورجال دولة وليس لمعاتيه ومنظرين.. جماعات دينية متشدقة بالاسلام السياسي والعمالة ترتكب الحماقات تلو الحماقات ضد شعوبها والاقليم والعالم.. فهي خطر على نفسها وعلى غيرها.