إنه غاضب ومصدوم من لا إنسانية العالم، مكلوم على الضحايا ولا يغمض له جفن، كما يقول.
يفعل كل شيء كي يتنقَّص من إنسانية وعطف وسوية الآخرين الذين هم بالقياس إليه غير مبالين وأجلاف وقساة و"خونة"، فقط لأنهم لا يشاركونه النواح بصوت مرتفع!
ولأنهم لا يُشهدونه على ما يجري في بواطنهم..
إلى هنا وكل شيء عادي.
لكن هذا الشخص نفسه، هذا الإنساني المفرط في إنسانيته، هذا المتألم الحزين الحساس، ينسى طبعه المرهف وإنسانيته الفياضة، وينسى ضعفه أمام مشهد الآلام والدموع!
وإذا به يرد على من هالهم عدد القتلى والجرحى، وأفزعهم الدمار والفظاعة التي أوقعها العدو بالمدنيين، قائلاً: إن هذه تضحية بسيطة ضرورية ولازمة في سبيل الهدف الأكبر..
عشرون ألف قتيل!
ليس بالعدد الكبير..
هكذا يقول.
هلاك ودمار مدينة وتهجير أهلها، أمر يحدث كثيراً ولا يستحق التهويل!
هكذا يضيف.
أنا لا أدري كيف يوفِّق شخص كهذا بين طبيعتين متناقضتين كل التناقض:
فهو في الأولى رحيم وإنساني ورقيق القلب ومشفق، وفي الثانية قاس جداً وجلف وبلا رحمة ولا عطف!
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك