لؤي سلطان
احتفاء السعوديين بذكرى تأسيس المملكة والاعتزاز بلحظات التأسيس
تابعت بكل شغف لحظات احتفال المملكة العربية السعودية، حكومة وشعباً، في ذكرى تأسيس المملكة، وما رافق ذلك في مظاهر الاحتفال من اعتزاز وفخر بما حققته الدولة منذ قيامها.
هناك تمجيد كبير للحظات التأسيس وتقديس وتبجيل الشخصيات المؤسسة، من منطلق وعي وإدراك بأن تلك الشخصيات المؤسسة للمملكة استثنائية صنعت أوضاعاً استثنائية.
لاحظت، بصفتي كمتابع، التزام القيادة والشعب السعودي بنهج سياسي حديث، والكل يجمع في الالتزام بنهج المؤسسين للدولة، باعتبار أن ذلك مبدأ ملزم يحافظ على الدولة وكياناتها وهويتها.
بالعودة إلى بلادنا، هناك نهج فوضوي غير عادي، حدث استثنائي عن بقية شعوب العالم في الالتزام بنهج المؤسسين، إذ هناك تنكر خطير للحظات تأسيس الجمهورية اليمنية، وتنكر للآباء المؤسسين الفعليين.
وما حدث من انهيار للدولة وكيانها والعودة إلى الذات اليمنية المنحطة الممزقة التي تم تجاهلها في غمرة حلفة جنون حقد على الاستثناء الوحيد في تاريخنا الوطني، ناتج عن تبعات التنكر.
حتى ونحن نحتفى بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر والعيد الوطني في الثاني والعشرين من مايو عام 1990، غير أن هناك تنكرا طال مسار هذه المحطات التأسيسية الهامة في تاريخنا الوطني، لا سيما فيما يتعلق بالوحدة، إذ يتم شيطنة الأدوات التي تمت بواسطتها عملية التوحد وخلق مظلومية تدين لحظات عملية التوحد، رغم أنها من أرقى صيغ التوحد مقارنة بتلك الوسائل التي توحدت بها عدد من الدول التي خاضت حروبا طويلة وسفكت دماء.
لم أجد وأنا أتابع الشعب السعودي يدين لحظات تأسيس المملكة، تحت دواعي أن عبد العزيز بن سعود مؤسس الدولة أخضع الإمارات المجزأة كلها عبر سلسلة من الحروب وضمها في مكون سياسي موحد، إنما هناك وعي سعودي متقدم ومتحضر، يدرك أن لولا تلك القوة التي سار بها المؤسس لما كانت السعودية موحدة ولما أصبحت اليوم من أعظم الدول العربية سياسيا وعسكرياً واقتصاديا وثقافيا وتنمويا.