ماجد زايد
عن فنانين يمنيين فريدين تواروا عن الأنظار!
إلى ما قبل العام 2011 على وجه التحديد، كانت اليمن بشكل عام تشهد انفجارًا متسارعًا في المواهب والمبدعين، كانت الساحة الفنية تتسابق وتتلاحق في أعداد الفنانين والمنشدين والأسماء اللامعة، لكنهم وبعد ذلك العام الأخير، تواروا تمامًا عن الأنظار، وذهبت أسماؤهم وتراجعت أعمالهم ومنافساتهم، وهذا نتاج طبيعي لحالة الضرر العام الذي لحق الجميع في ذات الوطن الواحد.
أتذكر اليوم اسمين، أحدهما صوت يمني له من الجمال والمواصفات ما لا يمكن تكراره كثيرًا، صوت من زمن المواهب الكبيرة، والاستثنائية، صوت فنان واحساس مؤمن وتعابير إنسان يحمل رسالة ومبادئ وروحا خالصة، صوت قدم الكثير من الأعمال الفنية، ثم غادر ليستقر في دولة أخرى، لكنه لم ينل حظه فعلًا من معرفة الجمهور اليمني به، الفنان أو المنشد محمد مطري الطرب والهدوء والخامة النادرة، فنان بمواصفات روحية مطلقة، يغني بصوته وينشد بروحه، لتصير الأعمال منه محاكاة روحية لكيانات البشر الصادقة، هزتني نسمات الليالي، ويا شيدي مولاي، جربوا الاستماع لهذين العملين الفنيين، وبجانبهما استمعوا له في مناجاة أنت أنسي، وفي ليالي، ويا حي يا قيوم، وجمال الروح، ويا صديقي، وغيرها الكثير، جربوها فقط، وهي أعمال فنية صدرت في العام 2009 لتعكس صورة فريدة عن حالة الجمال اليمني والروعة السائدة في فترة تلاشت وذهبت أسماؤها.
ومن جهة أخرى، فنان آخر، وشكل آخر، وموهوب يمني قدم ألبومين في فترة وجيزة، ثم ذهبت رياحه وتلاشت أسماعه عن الجمهور، الفنان الشاب أحمد خالد بينما يذهب الاسم ويبقى الجمال خالدًا في حياة الناس من بعده طويلًا، جميعكم تعرفون أعماله الفنية، ولطالما تكررت كثيرًا في معظم الإذاعات الصوتية، عبر أغنيته السائدة جدًا، يا عليم السر فرج ما أهم، ويا متعب القلب، ويا صاحبي، ويا رفاق الروح، عن فنان يمني جميل وفريد، لكنه توارى تمامًا وذهبت عن الجمهور أعماله وتجديداته، وهذا تساؤل إليه وإلى من يعرفه، أين ذهب أحمد خالد، ولمَ توقف عن الغناء؟! مع أنه أصدر البومين في فترة وجيزة، إبان العام 2010، أصدرهما كبداية طريق، واستهلالة فنية يقوم بها، ثم توقف بعدها، وهذا يثير الكثير من الأسف، على فنان جميل وموهبة يمنية تستحق الديمومة والانتشار. أحمد خالد أصدر البومين جميلين، أحدهما بعنوان NO NAME وآخر بعنوان أغلى حبيب برفقة رفيقه الفنان عبدالكريم مهيوب، وهذان الألبومان فيهما أعمال بديعة وألحان رائعة وأسلوب أداء يعيش للزمان، جربوا الاستماع إليهما، وتذكروا اسم الفنان أحمد خالد، لأنه يستحق العودة مجددًا.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك