أدونيس الدخيني
تعز ترفض الوقوف أمام معاناتها وتنشغل بمشكلات غيرها!
مشكلات تعز لا يمكن عدها، كما لا يمكن أن تنتهي. المدينة تعاني بالفعل. أنتج الحوثي الجراح، ووسعته سلطة محلية وعسكرية وأمنية وقوى سياسية ونخب فاسدة تنهش مصلحة المدينة كأنها عدوها. وفاسدة تشمل جميع من ذُكر.
رفضت تعز مراراً الوقوف أمام ما تعانيه، وانشغلت بمشكلات غيرها، وإن وقفت فبشكلٍ مؤقت. هذه المدينة مستعدة لخوض أشرس المعارك والوقوف طويلاً أمام قضايا ليست طرفاً فيها، أو تافهة، لكنها تضيق عندما تناقش مشكلاتها. لم تحدد أولوياتها. لا أعمم وأتحدث عن الأغلب.
من يتذكر منكم قضية الكهرباء قبل أشهر؟ وصلت إلى الذروة وعادت إلى القعر سريعاً. تعامل معها الشارع كما باقي القضايا وهي كثيرة بشكل مؤقت، الأمر كان أقرب إلى ترند لم يتجاوز وجوده أسبوعا.
وحتى من أثار القضية، جعلها وكأنها الوحيدة المرتبط بها تحسن الوضع في المدينة، وطالب بإقالة نبيل شمسان وتعيين خالد عبدالجليل حصراً.
تعايشت السلطة والنخبة والقوى السياسية الفاسدة مع الغضب المؤقت للشارع، هي تدرك أنه سيستمر ليومين وأسبوع على الأكثر ثم يموت، ولم تضع مصلحة المواطن وهي تتخذ أي قرار.
وانشغلت بمراكمة الثورة وتقاسم الفساد داخل المدينة، ودعوة السكان إلى مواصلة التظاهر دعماً لغزة.
ولو كان سكان غزة يعلمون وضع المدينة لأصدروا بيانا يُعفي المدينة من أي تضامن ودعوتها إلى الانشغال بمعالجة مشكلاتها وحين تستكمل ذلك، تستأنف تضامنها.
لم يقف أحد أمام الوضع الذي تعانيه المدينة، وحدد مطالبه بوضوح، وبحث عن الأدوات المناسبة والمنظمة لممارسة دور ضاغط لإنجازها.
طال أمد معاناة هذه المدينة وتضاعفت بسبب غياب المسؤولية لدى المواطن، رغم أنه المتأثر.
وهنا المشكلة، وهي مستعصية بالمناسبة وحلولها تحتاج إلى جهدٍ كبير يقنع المواطن يبحث عن مصلحته أولاً، ويدعوه إلى الدفاع عنها، وليس التصرف وكأنه غير معني بها.
ما يزال المواطن قادرا على أداء دوره، عليه أن ينهض ويوحد جهوده.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك