محمد عبدالرحمن
هل أصبح الحوثي مكشوفاً تماماً أمام المجتمع اليمني؟
منذ انقلابه على الدولة والمجتمع وسيطرته على صنعاء بالعنف وقوة السلاح وبعد أن حاول صقل صورة حضارية عن مشروعه في مؤتمر الحوار الوطني من خلال تصريحات وتلميحات عن الشراكة والوحدة والعدل والتوافق والحفاظ على مكاسب اليمنيين وحقوقهم وكل ما يتعلق بالقيم السياسية والاخلاقية التي أبهرت البعض عن تلك التطلعات في تلك الفترة ، ولكن التجربة الواقعية بعد سيطرته كشفت عن الملامح الحقيقة للفكر والسياسةللجماعة الحوثية وبصورتها الخبيثة تجاه كل ما هو جميل سياسياً ودينياً.
وبعد عشر سنوات من الحرب التي خاضتها الجماعة تجاه المجتمع اليمني في كل المجالات ومناحي الحياة، ومع استمرار المقاومة المجتمعية في مناطق الشمال بالتوازي مع التحرك السياسي والعسكري والإعلامي من قبل المكونات التي رفضت المشروع الإيراني في اليمن وتحركت لمواجهته ومقاومته بمختلف الوسائل.. سؤال يدور حول فاعلية المقاومة بمختلف مستوياتها في كشف وتعرية الحوثية الإرهابية تماما؟
من الواضح حقاً ان المقاومة المجتمعية في مناطق سيطرة الحوثي مع تكامل الدور الذي تقوم به المكونات الاخرى في المناطق المحررة قد أحدث خرقاً كبيراً في تعرية الحوثية وكشفها على حقيقتها طيلة السنوان الماضية، مما عزز من وعي وصلابة الموقف المجتمعي الرافض للسياسة والفكر الحوثي بكل مستوياته الطائفية والاجتماعية وغيرها .
ولكن مع تعاضم درجة الوعي لدى المجتمع بحقيقة الحوثية الإرهابية تعمد هذه الجماعة الى خلق واستغلال الظروف المحلية أو الإقليمية لتقدم نفسها بثوب جديد ورؤية جديدةكما فعلت في استغلال الحرب الصهيونية الوحشية ضد غزة ، فقد قدمت نفسها بصورة استغلالية لم تخدم فلسطين البتة ولم تتمكن من حصد الشعبية على الرغم من وجود تهويل إعلامي بهذا الشأن لكن مع الوقت والأحداث كشفت تضاءل تلك الشعبية وتآكلها نتيجة عدم مصداقية الحوثية تجاه قضايا الأمة وبالأخص المجتمع اليمني الذي أنهكته قتلاً وتجويعاً وتشريداً.
لابد من استمرار كشف وتعرية الحوثية الإرهابية بالتوازي مع التقدم في المسار العسكري نحو صنعاء، ففي هذه الآونة تصل درجة الكراهية ضد المشروع الحوثي في مناطق سيطرته كببرة جداً مقارنة بأوقات سابقة، حيث الواقع المعيشي وانعدام العدل وتغلغل السياسة العنصرية في كل مناحي الحياة خلقت تشبعاً لدى الناس بأهمية زوال هذا الكيان الذي دعمته وسلحته ودرلته إيران في الجسد اليمني.
