سمية الفقيه

سمية الفقيه

تابعنى على

أفراح آل عفاش.. حين صفع الضوء وجوه الحوثيين والخصوم

منذ ساعة و 43 دقيقة

لن أتحدث عن تفاصيل عرس آل عفاش، ولا عن بهائه الذي أضاء ليالي القاهرة، ولا عن العطر  الذي غمر القلوب والذكريات، فهذه التفاصيل وضحتها الصور وتفاعل اليمنيين، و لا تحتاج إلى كلمات، بل إلى حضور شعور صادق يشبه نسمة هواء نقية في زمن من الغبار والدمار.

كانت تلك الليلة أكثر من مجرد مناسبة اجتماعية، كانت وقفة عزّ لليمنيين، ولحظة توحد فيها الجرح والفرح على حد سواء، بعيداً عن مخالب السياسة، ومن خلف جدران الصراع الدامي الذي خنق وطنهم لعقد كامل.

لكن سؤالي موجّه اليوم إلى الحوثيين والخصوم: كيف كانت مشاعركم حين شاهدتم آل عفاش ينهضون من بين الركام، بملامح الزعيم وهيبته، يبعثون الحياة في وطنٍ كان مدفوناً تحت أنقاض ضغائنكم و الحروب والخيبات؟ كيف كانت نار الحقد تتصاعد في صدوركم وأنتم ترون الحضور الطاغي لعائلة أثبتت أن التاريخ لا يموت، وأن الجذور العميقة لا تُقتلع؟.

لقد راهنتم، بخبثٍ محكم، على أن اسم "عفاش" سيختفي من ذاكرة اليمن، وأن الفكرة التي يمثلونها ستذوب في رمال الشتات والدمار، لكنكم أخفقتم. فبينما كنتم تغلقون أبواب الدولة، كان أبناؤها يفتحون النوافذ، يزرعون الأمل في دروب مُقفلة، ويعيدون كتابة قصة وطن لا يموت مهما حاولتم قتله بهمجيتكم وغطرستكم.

ذلك العرس لم يكن مجرد احتفال عائلي، بل كان رسالة سياسية واضحة، صفعة في وجه كل من راهن على موت اليمن، وإعلان ولادة جديدة لروح لن تذبل، هي روح "آل عفاش" التي تعود بقوة، لا كضيوف عابرين، بل كأصحاب البيت الذين لا يغادرون.

اليمن سيعود بهم أقوى، أنقى، وأشد ثباتاً مما كان، سواء أراد الحاقدون ذلك أم أبوا، لأن الزمن لا ينتظر ولا يعيد الحساب لمن اختاروا الظلام على النور.

فلتعلموا جميعًا، أن القادم أعظم، وأن الفجر لن يتأخر حين يقرر شعب أن يستعيد وطنه، و لن تُقهر إرادة التاريخ مهما اشتدت العواصف ومهما حاول العابثون اشعال النيران.