عبدالسلام القيسي

عبدالسلام القيسي

تابعنى على

تعز.. مدينة تصنع من الوجع بطولة

منذ 3 ساعات و 43 دقيقة

حضرتُ متحف الذاكرة في تعز، ويؤرخ المتحف سنوات الحصار؛ عشر سنوات من المعاناة، بل ويؤرخ لبطولة هذه المدينة، حيث كانت البطولة حاضرة مع كل هذه المعاناة.

هناك، حيث كان الطاغية أحمد، وفي مقر سلطانه، كانت الذاكرة البطولية لتعز ضد أحفاد الإمام نفسه. وسيأتي يومنا الجديد في قلب صنعاء، ونحتفي بذاكرة النصر بين جدران الكهنوت.

ألهمني موقف بسيط، وأنا أهبط خارجاً بعد جولة استمرت ساعتين؛ إذ تحدثتُ مع امرأة في الدرج، وفي خضم نقاش عن البناء الذي كان قصراً لأحمد حميد الدين، قالت لي: "بناء متواضع".

قلت لها: "متواضعاً على هذا السياق الحالي، لكنه حينها كان بذخاً بمستوى عالٍ".

فردت بجواب ألهمني: "ليس كذلك، لم يكن تواضعاً منه، بل كان تخلفاً، لا أكثر".

امرأة في منتصف عمرها، بكل هذا الوعي. سألتها عن اسمها، فقالت: هناء الشرجبي. وشرجب مكان ومكانة، منارة وعلم، وتربة نضال.

متحف الذاكرة ليس بروازاً لعهد مضى، بل تذكرة لذاكرة تعيش الحصار إلى هذه اللحظة. وعلى كل تعزي أن يزور المتحف بشدة.

خالص شكري للصديق ماهر العبسي. وأذكر أنني سخرتُ يوماً من المكتب المستحدث "مكتب شؤون الحصار"، وكانت سخريتي نابعة من التصور المهمل عن حصار تعز. لكنه قدّم أشياء كثيرة، ويحيي – ولا يزال – ذاكرة هذه المدينة: ذاكرة الحصار والبطولات.

أعتقد أن هذه لوحة جبل طالوق، عندما كان المنفذ الوحيد لتعز.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك