سمية الفقيه
طوفان من البشر يملأ شوارع تعز للمطالبة بالعدالة لشهيدة الوطن
خرج اليوم طوفان من البشر في تعز، حاملين صرخة الغضب والحق، مطالبين بالقبض على قتلة الشهيدة افتهان المشهري، ومن يقف وراءهم. لم يكن الحشد مجرد تظاهر عابر، بل كان رسالة مدوية لكل من يظن أن الجريمة ستظل طي الكتمان، وأن دماء الأبرياء يمكن أن تُنسى.
قتلة الشهيدة افتهان ليسوا مجرد منفذين، بل هم امتداد لفشل منظومة كاملة، من المحافظ إلى قائد المحور والحاكم العسكري، مرورًا بمستشار المحور ومدير الأمن، وصولًا إلى كل قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية الذين وفروا الغطاء للقتلة. دم أفتهان أصبح مرآة لتعز كلها، وشهادة على انكسار كل الأعراف الأمنية والإنسانية في المدينة.
استشهاد افتهان يجب أن يكون نقطة تحول فاصلة، و لحظة تستدعي إعادة ضبط منظومة الأمن، ومحاسبة كل من تورط في توفير الحماية للقتلة، وإقالة كل من خان مسؤوليته تجاه حياة أبنائها ومواطنيها، و لن يكون هناك سلام أو استقرار ما دام القتلة طلقاء، وما دام من وفر لهم الغطاء لا يزال في موقعه.
اليوم، خرج الناس ليس فقط لطلب العدالة لأفتهان، بل ليعلنوا صرخة تعز كلها، أن لا تنازل عن الحق، لا تهاون مع القتلة، لا غطاء لمن هدموا الأمن والضمير. فهذا الطوفان البشري هو رسالة لكل من يظن أن الجريمة تمر بصمت، فدماء الشهداء لن تُنسى، وصرخاتهم ستظل تتردد حتى تتحقق العدالة.
أفتهان المشهري هي شرارة لإعادة تعز إلى مسار الحق والأمان، لتصبح مدينتها حصنًا للعدالة لا مأوى للإفلات من العقاب.