صادق صبر

صادق صبر

تابعنى على

مطار المخا.. من منجز وطني إلى ساحة استهداف إعلامي

منذ ساعة و 48 دقيقة

لم يكن افتتاح مطار المخا الدولي حدثًا عابرًا في تاريخ الساحل الغربي، بل محطةً مفصلية جسدت روح الإصرار والعزيمة التي يحملها أبناء هذا الوطن نحو استعادة الحياة والبناء، بعد سنواتٍ من الحرب والدمار. كان الحدث إعلانًا عمليًا لعودة الأمل إلى منطقة أنهكتها المعاناة، وها هو اليوم يقف شامخًا كأحد أهم المشاريع التنموية في المحافظات المحررة.

لكن ما إن أعلن عن بدء تشغيل المطار حتى اشتعلت المنصات الإعلامية بحملاتٍ منظمة من الهجوم والتشويه، لتكشف حجم الخوف الذي تثيره الإنجازات الحقيقية في نفوس المتربصين باليمن ومستقبله.

 فالهجوم على مطار المخا لم يكن خلافًا سياسيًا عابرًا، بل تعبيرًا عن عقلية لا تريد للمناطق المحررة أن تتنفس التنمية، ولا لأبناء اليمن أن يشهدوا مشاريع حقيقية تنهض من رماد الحرب.

في المقابل، تقف الحقائق ناصعة أمام الجميع: فمطار المخا ليس مشروعًا خارجيًا كما يروّج البعض، بل منجزٌ وطنيٌ خالص وُلد من رحم الإرادة اليمنية الحرة، وبدعمٍ كريم من دولة الإمارات العربية المتحدة التي ما فتئت تمد يد العون في كل مشروعٍ يزرع الحياة ويعيد الأمل للمواطنين.

ويُعد هذا المشروع ثمرةً من ثمار الرؤية الوطنية التي يقودها الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي جعل من التنمية والتعمير محورًا رئيسيًا في استراتيجيته لإعادة الحياة إلى المناطق المحررة.

فمنذ وضع حجر الأساس وحتى لحظة الافتتاح، كان الفريق طارق صالح حاضرًا في تفاصيل المشروع، دعمًا وتخطيطًا وإشرافًا، إيمانًا منه بأن التنمية هي السلاح الأقوى في مواجهة أدوات الهدم والتخلف.

لقد شارك أبناء المنطقة في أعمال البناء والتجهيز والتشغيل، ليتحول المطار إلى جسرٍ جويٍ جديدٍ يربط الساحل ببقية المحافظات، ويُنعش الحركة الاقتصادية والإنسانية في المنطقة. فهو ليس مشروع رفاهية، بل ضرورة تنموية وإنسانية تخدم المواطنين وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة نحو المستقبل.

أما محاولات النيل من هذا المنجز فلن تغيّر من الواقع شيئًا، فالمطار أصبح حقيقة قائمة يراها الجميع، ويشعر بها المواطنون في حياتهم اليومية. وستبقى المخا تمضي بثقةٍ وعزيمةٍ نحو غدٍ أكثر إشراقًا، بقيادةٍ وطنيةٍ واعية، وبشراكةٍ صادقةٍ من الأشقاء في الإمارات الذين جعلوا من دعم اليمن واجبًا أخويًا لا مَنّة فيه.

إنّ الحملات الإعلامية ستنتهي، لكن أثر المنجز سيبقى...

وسيظل مطار المخا شاهدًا على إرادة وطنٍ لا تنكسر، وعلى قيادةٍ وطنية آمنت بأن البناء هو طريق النصر الحقيقي.