محمد العلائي

محمد العلائي

تابعنى على

اليمن ومستقبله السياسي.. الممكن التاريخي والبديل الواقعي

منذ ساعة و 4 دقائق

يقال إن التاريخ هو حاصل الإمكانات التي تحققت. 

فالجمهورية في اليمن، على سبيل المثال، أصبحت إمكاناً تاريخياً تحقق بالفعل. 

أي أنها لم تعد مجرد فكرة أو إمكان ذهني، بل هي فكرة لها تاريخ، فكرة تحولت إلى تجربة، فهي إمكان تمت إضافته إلى سجل الإمكانات التاريخية لليمن.

الوحدة كذلك هي إمكان تاريخي له سوابق قريبة وبعيدة، ولم تعد مجرد إمكان نظري محض.

فلنقل الشيء نفسه عن التمزق، وعن الفوضى، فكلها إمكانات تاريخية عاشها اليمن واختبرها اليمنيون في فترات وعصور متفرقة، واتخذت أكثر من شكل.

ولن نحكم على التجربة الجمهورية، سلباً أو إيجاباً، إلا بالمقارنة مع بدائلها التاريخية العملية التي تم اختبارها في ماضي اليمن أو تلك التي يتم اختبارها الآن في الحاضر.

والوحدة أيضاً لن نحكم عليها إلا بالمقارنة مع بدائلها التي تم اختبارها في التاريخ.

إن الطريق إلى المستقبل لا يُستأنف من فراغ، بل من حصيلة ما تم تجريبه ومعرفته من مسارات صعود وانحدار. 

فالمعيار الذي نهتدي به ليس المثال المتخيل فقط، بل التجربة المسجّلة التي أثبتت قدرتها -مهما كانت ناقصة- على إنتاج حد أعلى من النظام والعدل والرفاه. 

وما دامت الأمم لا تبدأ من الصفر عند كل منعطف جديد، فإن أفضل ما نملك هو أن نلتقط من ماضينا عصارة الأعمال والتجارب التي برهنت على جدواها، ثم نعيد إدخالها في معادلة المستقبل كأسس معقولة يمكن البناء عليها. 

الابتكار متاح بالطبع، 

لكن في وضع مثل وضعنا، حيث نفتقر إلى الحد الأدنى الضروري من كل شيء نحتاجه، يصبح التواضع مطلباً أولياً قبل أي طموح خارق.


من صفحة الكاتب على الفيسبوك