نخوض ملحمة وطنية بإرادة شعب.. وعزيمة وإبداع نخبة وطنية.. وجرأة وشجاعة وتضحية قادة عسكرية.
مواجهة الميلشيات الدينية أمر ليس بسيطاً، بل هو أمر معقد جداً، وغاية في الصعوبة والتعقيد على المستوى العسكري القتالي، كما هو كذلك على المستوى الفكري والسياسي.
ونحن نفخر بمعركة الساحل الغربي كملحمة وطنية عظيمة استطاعت تحقيق بدايات انتصارات كبيرة.. فإننا لابد أن ندرك بأن هذا النصر لم يأتِ من تلقاء نفسه، وإنما هو حصيلة جهود جبارة وإعداد جيد ومغامرة واستبسال في إنقاذ الوطن في أصعب المراحل.. فظهر فرسان مختلفون شاركوا بهذه الملحمة وجنود بواسل قدموا حياتهم وضحوا بأروحهم..
لن نستطيع الوصول للنصر النهائي إلا في ظل تلاحم وتضحية هكذا وإعدد وترتيب أدق بأن نطور من أنفسنا باستمرار ولانرصى بالقليل، وأن نعي بأن المراحل أمامنا طويلة، فنواصل مسار الانتصارات بقوة وعزيمة وإبداع.
النصر لن يقتصر على الجانب الميداني والعسكري بتحرير الأرض والقضاء على قوتهم المادية.. فهو كذلك على المستوى الفكري بتحرير الإنسان اليمني من الخرافات والأوهام والأمراض الفكرية التي جلبوها له.. وهكذا لابد أن تكون ملحمتنا هنا تتواصل انتصاراتها كما هو الشأن العسكري والميداني.
أيضا معركتنا كذلك على المستوى السياسي والدبلوماسي.. وهي أيضا معركة صعبة ومعقدة جدا ..ولن نستطيع كسبها إلا في ظل الترابط والتكامل بين المعركة العسكرية وجرأتها والمعركة الفكرية وانتصاراتها التي تهيئ للجانب العسكري وتواكبه من خلال قناعة وإصرار وطني على الخلاص.. فلا تؤثر أي ضغوطات أو تدخلات لإيقاف الانتصارات لأن من شأن هذا التوقف أن يؤثر على الروح الشعبية والوطنية التي تمثل الرافعة الحقيقية لهذه الانتصارات لأنها قضية شعب قرر الخلاص والعزم على إنهاء هذه الدوامة.. وان الشعب منح هذه الموجة الوطنية وهذه الانتصارات وهذه المعركة كل أمله وثقته بكرم لامحدود لأنه أمل بعد يأس وثقة بعد انعدام الثقة بكل الأطراف.. ونجاح بعد اخافات ومعركة وطنية صادقة بعد مسرحيات.. وانما يجب توضيح للعالم بأن الشعب هكذا هو من قرر خلاصه وخوض معركته والجميع جنود لإرادة الشعب ومصالحه .. واننا لا ولن نخون معركته ولن نعمل على احباطه .. فتأتي الانتصارات بالجانب السياسي والدبلوماسي من خلال تمسكنا بقيم ومواقف ستجبر الآخرين على احترامنا.. عبر جنود وفرسان من شخصيات وطنية محترمة دبلوماسية وسياسية قادرة وضع رؤية دبلوماسية وسياسية ومواقف وتحركات وتوضيحات من شأنها بأن تحافظ على العلاقات وتعالج اختلالاتها وأن نستطيع الإقناع والتأثير بالمواقف الدولية لصالح فرض رؤيتنا نحن ومصالح شعبنا ووطنا، ولانخضع لأي ضغوطات تنحاز لذا او ذاك ولاتعطي الاعتبار والوعي لملحمتنا الوطنية التي لن نفرط فيها وسنحاور الآخر ونواجهه بالحقائق .. بحق هذا الشعب ومصالحه وإردته في أن تكون هذه هي معركته الحاسمة التي لن تقبل المساومات ولا التفاوضات ولا التنازلات.
هذا هو سلاحنا وقوتنا وقيمنا وأهدافنا.. حتى النصر الأكبر باجتثاث مخاطر الجماعات الدينية وإعادة الاعتبار للوطن وسيادته والشعب وإردته ومصالحه.